ورد سؤال إلى موقع amrkhaled.net من شاب يقول إنه زنى، وإنه كلما تذكر معصيته على الرغم من توبته ظن أنه سينال جزاءه من العذاب يوم القيامة، رغم علمه بأنه الله تعالى غفار لمن تاب، فهل له من توبة أم أنه سينال عقابه على ما فعل؟
الجواب
حرم الإسلام الزنا، وأوجب على من وقع في الزنا، أن يبادر إلى التوبة النصوح، وأن يندم على ما مضى ، وألا يرجع أبداً وأن يعزم على ذلك تمام العزم وأن يكره أن يعود إلى المعصية كما يكره أن يلقى في النار .
ويجب عليه أن يستتر بستر الله ـ عز وجل ـ ،فالتوبة تهدم ما قبلها من الذنوب و المعاصي ، و التوبة مفتوحة حتى تطلع الشمس من مغربها أو أن تبلغ الروح الحلقوم ، و التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
فالزنا من الكبائر. وعقوبته شديدة وأضراره جسيمة بالأفراد والمجتمعات، ومن هنا حرمه الله عز وجل. وشدد عقوبته.
وقد جعل عقوبة الزاني الذي لم يسبق له الزواج الجلد مائة وتغريب عام. والزاني بعد الزواج عقوبته الرجم من الجنسين.
ولكن من وقعت منه جريمة الزنا. وستره الله عز وجل فعليه أن يعجل في التوبة النصوح. والتوبة النصوح. أن يتوب من الذنب ثم لا يعود إليه. فيقلع عن الذنب ويندم على فعله. ويعزم عدم العودة إليه.
وتوبة العبد تكون بكثرة الاستغفار والصلاة والدعاء والندم، فإن تاب العبد إلى الله تعالى على هذا النحو قبل الله عز وجل توبته. فقد دعاه الله ودعا كل عاص إلى التوبة بقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا” وقوله: “وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون”.
وقال صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة” رواه مسلم.
والله يفرح بتوبة عبده ويبدل سيئاته حسنات إذا حسنت توبته قال صلى الله عليه وسلم: “لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة” متفق عليه. أي عثر على بعيره الذي فقده وأيقن بالهلاك بسبب فقده في الأرض الواسعة. ثم وجده مصادفة ففرحته ببعير” كبيرة. لأن عثوره عليه منجاة له من الهلاك.
فقطع علاقتك بكل ما يذكرك بتلك الفعلة ، وأن تنكسر بين يديه مخبتاً منيباً ، عسى أن يقبلك ، ويغفر سيئاتك ، ويبدلها حسنات ، (( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما )).
اقرأ أيضا:
هل على الذهب الذي اشتريته لبناتي زكاة؟