والاختلاف في وقت التلقين ليس خلافا كبيرا فقد ذهب بعض أهل العلم أن  تلقين الميت يكون عند الاحتضار وبهذا وردت السنة الصحيحة، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله.

فيما يرى بعض أهل العلم أن التلقين له وقت آخر، وهو بعد ما يتم الدفن؛ لأن الميت في ذلك يسأل فيحسن أن يذكر بما كان عليه من الاعتقاد، روى أبو داود في سننه من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل.

والغرض من التلقين تذكير المحتضر أو الميت عند القبر بما مات عليه وللمحتضر أن يكون آخر كلامه كلمة التوحيد حتى يدخل الجنة فالغاية إذا تختلف باختلاف وقت التلقين كما مر فهي لمن يحتضر أن يكون آخر كلام الإنسان قبل الخروج من الدنيا هو: لا إله إلا الله، فإن في الحديث: أن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. رواه الحاكم بسند صحيح، ولمن مات أثناء الدفن تذكير له بما مات عليه والدعاء له بالرحمة والمغفرة.

ويلزم التنويه إلى أن من لم يلقن ميته لا يأثم فما فاتك من تلقين قريبك لا يعد خطأ لأنه في حالة غيبوبة ولا يدرك ما يقال له، ولو افترضنا أنه صاحٍ ويدرك، فإن التلقين حينئذ مستحب وليس بواجب، وتارك المستحب ليس آثماً، فلا شيء عليك إذا.

كما يلزم التنويه لعدم مشروعية التلقين قبل الدفن وعليه فالتلقين قبل الدفن ليس معروفاً؛ لأن التلقين إما أن يكون وقت الاحتضار، وإما أن يكون بعد الدفن كما بينا، ومع ذلك فلا شيء عليه هو أيضاً فيما فعل.

التلقين عند الاحتضار يقول فيه من يلقن شهادة التوحيد بصوت يسمعه المحتضر دون أن يجبره على أن يردد خلفه فغن استطاع الترديد فهذا خير وإلا يكفي أن يسمعها حتى يكون آخر كلامه في الدنيا كلمة التوحيد لا إله إلا الله.

أما التلقين بعد الدن ففيه يدعو من حضر للمتوفى  روى أبو داود في سننه من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل، فيستحب الدعاء له بالرحمة والمغفرة  وأن يلهم حجته  وأن يجعل الله قبره روضة من رياض الجنة وغير ذلك من أدعية التماس الرحمات له.