مع حصول مئات الملايين على لقاح كوفيد – 19، يفكر علماء المناعة وخبراء الأمراض المعدية الآن حول متى ستستمر مناعة اللقاح، وهل يحتاج الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح إلى جرعات معززة للحفاظ على حمايتهم؟

ويقول الخبراء إن ضعف المناعة في مواجهة طفرات كوفيد – 19 الأكثر قوة قد يتسبب في زيادة العدوى في المستقبل، وفي أسوأ السيناريوهات قد يؤدي ذلك إلى عودة كاملة للحجر الصحي، وعمليات الإغلاق، كما يحذرون.

قال الدكتور جريج بولاند، مدير مجموعة أبحاث اللقاحات في "مايو كلينك" في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا الأمريكية، إن مناعة الشخص دائمًا ما تنخفض إلى حد ما بعد التحصين أو العدوى الطبيعية.

لكن هل ستختفي المناعة ضد فيروس كورونا بسرعة، كما هو الحال مع الأنفلونزا أو نزلات البرد، أم أنها ستستمر لفترة أطول كما هو الحال في أمراض مثل الحصبة أو السعال الديكي؟

انخفاض مستويات الأجسام المضادة

قال بولاند: "تنخفض مستويات الأجسام المضادة بمرور الوقت. وهذا صحيح بالنسبة لكل لقاح نعطيه. لم نقم بتحصين فيروسات كورونا من قبل، لذا فإن هذا السؤال مفتوح حقًا".

تتلاشى بسرعة المناعة ضد فيروسات كورونا الموسمية، التي تسبب نزلات البرد، لهذا السبب يمكنك الإصابة بالزكام مرارًا وتكرارًا، لكن يبدو أن اللقاحات التي تم تطويرها ضد كوفيد – 19 تخلق مستويات عالية من الأجسام المضادة التي تحمي حتى مع تضاؤلها.

في إحدى الدراسات الحديثة التي أجريت على 3900 من العاملين في مجال الرعاية الصحية تم اختبارهم أسبوعيًا للكشف عن كوفيد – 19، تبين أن حوالي 5 في المائة منهم كانت نتيجة اختبارهم إيجابية بين ديسمبر وأبريل، حسبما قال بولندا.

لكن من بين 204 مصابين بالمرض، تم تطعيم 16 منهم فقط بشكل كامل ضد كوفيد -19، وفق وكالة "يو بي آي".

قال بولاند: "أنت تتحدث عن معدل 0.3 في المائة من العدوى لدى الأشخاص المحصنين بالكامل. وإذا تم تطعيمهم، وإذا كانوا مصابين بالعدوى، فإن حمولاتهم الفيروسية كانت أقل بنسبة 40 في المائة إلى 50 في المائة، وكان احتمال إصابتهم بالحمى أقل بنسبة 60 في المائة تقريبًا. إذا كانوا مرضى بدرجة كافية ليبقوا في الفراش، فإنهم يقضون يومين في السرير أقل من غير الملقحين".

وهذا هو العامل الرئيسي في تقرير ما إذا كانت هناك حاجة إلى المعززات: هل تنجح اللقاحات في أهم وظيفة لها؟

من جانبه، قال الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات بمستشفى الأطفال في فيلادلفيا ومستشار وكالة الغذاء الأمريكية، إن "الهدف من هذا اللقاح هو إبعادك عن المستشفى وخروجك من وحدة العناية المركزة وخروجك من المشرحة".

هل هناك حاجة للحصول على معززات؟

وفقًا لهذا المقياس، يعتقد خبراء مثل بولاند وأوفيت أنه من غير المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى المعززات في أي وقت قريب لمعظم أو ربما كل الذين حصلوا على اللقاح.

وقال بولاند، إنه حتى في مواجهة السلالات الأحدث والأكثر عدوى مثل سلالة دلتا التي ظهرت في الهند، تمكنت اللقاحات الحالية من منع تفاقم المرض بين الأشخاص الذين تم تلقيحهم.

بينما اعتبر أوفيت أنه "من الأسهل بكثير منع الأمراض الحرجة الشديدة، وأعتقد أنه من المرجح أن تتمتع بحماية تدوم طويلاً ضد الأمراض الخطيرة الشديدة. إذا كان هذا هو الهدف، فعندئذ أتخيل أن اللقاحات ستستمر لسنوات".

وتابع: "عندما تحصل على لقاح ولا ترتدي قناعًا، يظل الفيروس يدخل أنفك وحلقك. ولا يزال يبدأ في التكاثر. وقد يسبب بعض الأعراض قبل تنشيط جهاز المناعة لديك".

ويضع الخبراء الذين يتتبعون معدلات الاستشفاء لـ كوفيد -19 في الاعتبار عاملين أثناء تقييمهم حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى معززات - صحة الجهاز المناعي لكل شخص، وتطوير أنواع جديدة من فيروس كورونا.

قال بولاند، إن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة - مدخنون ومرضى السكر والسمنة وكبار السن - قد يحتاجون إلى حقن معززة في وقت أقرب إذا أظهرت الإحصائيات أنهم يدخلون المستشفى بمعدلات متزايدة.

من ناحية أخرى، قد يتمتع الأشخاص الأصغر سنًا الذين يتمتعون بجهاز مناعي صحي بحماية تستمر لسنوات وسنوات. لكن الخبراء يقولون إنه من السابق لأوانه معرفة ذلك.

قال الدكتور ديال هيوليت، مدير السيطرة على الأمراض في إدارة الصحة بمقاطعة ويستشستر في وايت بلينز بنيويورك: "بمجرد أن ترى أعدادًا كبيرة من الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل ويطورون مرضًا خطيرًا بما يكفي لإدخالهم المستشفى، فإن ذلك سيكون بالتأكيد إشارة تشير إلى أن التعزيزات ستكون مطلوبة".

قال الدكتور أنتوني فاوتشي، خبير الأمراض المعدية الرائد في الحكومة الأمريكية، إن الحماية لن تكون بلا حدود.

وأضاف أمام لجنة فرعية بمجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرًا: "أتصور أننا سنحتاج، في وقت ما، إلى مادة معززة. ما نكتشفه الآن هو ما ستكون عليه تلك الفترة".