قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطوا السائل ولو جاء على فرس».. وما سئل عليه السلام شيئا قط، فقال لا.
فربما كان السائل من أصحاب الهيئات والمكانة، واضطرته الظروف للطلب والحاجة، لكن يبقى أن التلطف في السؤال له دور كبير في قضاء الحاجات.

مواقف وحكايات عجيبة:

1-أتى إعرابي إلى عليّ رضي الله تعالى عنه، فسأله شيئا، فقال: والله ما أصبح في بيتي شيء فضل عن قوتي، فولى الإعرابي وهو يقول: والله ليسألنك الله عن موقفي بين يديك يوم القيامة، فبكى علي رضي الله تعالى عنه بكاء شديدا، وأمر برده.
 وقال لمولاه قنبر: ائتني بدرعي الفلانية، فدفعها إلى الإعرابي، وقال: لا تخدعن عنها فطالما كشفت بها الكروب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 فقال قنبر: يا أمير المؤمنين كان يجزيه عشرون درهما، فقال: يا قنبر والله ما يسرني أن لي زنة الدنيا ذهبا وفضة، فتصدقت به، وقبل الله مني ذلك، وإنه يسألني عن موقف هذا بين يدي.
2- وقال علي رضي الله تعالى عنه: إن لكل شيء ثمرة وثمرة المعروف تعجيله.
3- وقال مسلمة بن عبد الملك لرجل: سلني. فقال: كفك بالعطية أبسط من لساني بالمسألة، فقال لحاجبه: ادفع إليه ألف دينار.
3- وسأل رجل الحسن رضي الله تعالى عنه فقال له: ما وسيلتك؟ قال: وسيلتي أني أتيتك عام أول فأحسنت إلىّ، فقال: مرحبا بمن توسل إلينا بنا، ثم وصله وأكرمه.
 4- ويقال: الكريم إذا سئل ارتاح واللئيم إذا سئل ارتاع.
5- ولما وفد الخليفة المهدي من الري إلى العراق امتدحه الشعراء، فقال أبو دلامة:
ما أسرعك للأولى وأبطأك عن الثانية، فضحك وأمر له ببدرة، فصبت في حجره.
 6- وسمع الرشيد أعرابية بمكة تقول:
فبكى الرشيد، وقال لمن معه: سألتكم بالله تعالى إلا ما دفعتم إليها صدقاتكم، فألقوا عليها الثياب حتى وارتها كثرة، وملأوا حجرها دارهم ودنانير.
7- وسأل اعرابي بمكة وأحسن في سؤاله، فقال: أخ في الله وجار في بلد الله وطالب خير من عند الله، فهل من أخ يواسيني في الله.
8- وقيل: إن رجلا عرض للمنصور، فسأله حاجة فلم يقضها، فعرض له بعد ذلك.
 فقال له المنصور: أليس قد كلمتني مرة قبل هذه؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، ولكن بعض الأوقات أسعد من بعض وبعض البقاع أعز من بعض، فقال: صدقت، وقضى حاجته وأحسن إليه.