يلقب الشاعر الجاهلي امرؤ القيس بأمير الشعراء في الجاهلية وهو المقدم عليهم وعلى رأس طبقة الشعراء الفحول في الجاهلية.
قصة عجيبة:
يقول أحد الصحابة: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل إليه وفد من اليمن.
فقالوا: يا رسول الله! لقد أحيانا الله عز وجل ببيتين من شعر امرئ القيس، قال: وكيف ذلك؟
قالوا: أقبلنا نريدك حتى إذا كنا ببعض الطريق أخطأنا الطريق فمكثنا ثلاثا لا نقدر عليه، فتفرقنا إلى أصول طلح وسمر- شجر السدر- ليموت كل رجل منا في ظل شجر.
فينما نحن بآخر رمق إذ راكب يوضع على بعير معتم، فلما رآه بعضنا قال والراكب يسمع:
لما رأت أن الشريعة همها .. وأن البياض من فرائصهادامي
تيممت العين التي عند ضارج .. يفيء عليها الظل عرمضها طامي
قال الراكب من يقول هذا الشعر؟ وقد رأى ما بنا من الجهد، قال: قلنا: امرؤ القيس بن حجر.
قال: ما كذب وإن هذا لضارج أو ضارج عندكم، فنظرنا فإذا بيننا وبين الماء نحون من خمسين ذراعا، فحبونا إليه على الركب، فإذا هو كما قال امرؤ القيس عليه العرمض يفيء عليه الظل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة، شريف في الدنيا خامل في الآخرة، بيده لواء الشعراء يقودهم إلى النار ".
رواية أخرى للخبر
روى عفيف بن معدي كرب، عن أبيه، عن جده، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه قوم من الأعراب حفاة عراة، فقالوا: يا رسول الله لقد أنجانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس بن حجر، قال: وكيف ذاك؟
قالوا: يا رسول الله! أقبلنا نريدك حتى إذا كنا ببعض الطريق أضللناه ثلاثا لا نقدر عليه، فبينا نحن كذلك عمد كل رجل منا إلى ظل شجرة أو سمرة ليموت تحتها، فإذا راكب على بعير له يوضع، فلما رآه بعضنا قال والراكب يسمع، وذكر بيتين من الشعر.
قال: فقال الراكب: يا عبد الله! من يقول هذا الشعر؟ قال: امرؤ القيس بن حجر، قال: والله ما كذب وإن عنده الآن لضارجا عليه العرمض يفيء عليه الظل، قال: فنظرنا فإذا ليس بينا وبينه إلا قدر عشرين ذراعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ذاك رجل مذكور في الدنيا، منسي في الآخرة، بيده لواء الشعراء يقودهم إلى النار ".
فائدة:
قال أحد العلماء: قوله في هذا الخبر والشعر: وأن البياض من فرائصها دامي (الفرائص) جمع فريصة وهي الموضع الذي يترعد من الدابة.
ومن ها هنا أخذ قولهم: فلان ترعد فرائصه إذا وصف بشدة الخوف، ومن ذاك الخبر المروي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ورأى رجلين ترعد فرائصهما.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها