هناك البعض للأسف من يصل إلى مرحلة أنه يكذب الكذبة ثم يصدقها ، و بعدها يكذبوك أنت أيضًا.. وهنا حتى تهدأ قليلا ، ولا تتعجل الحكم عليهم، عليك أن تقرأ قوله تعالى: ( ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلَّآ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ . انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ).. انظر كيف كذبوا على أنفسهم ؟!!.. لدرجة أنهم يقسمون لمن؟.. لله عز وجل بذاته العليا، الله الذي خلقهم ويعلم سرهم ونجواهم، يقسمون له أنهم لم يشركوا به.. تخيل أنهم يفعلون ذلك مع رب العزة سبحانه وتعالى، فكيف بك؟.. وهنا حين تتعرف على طبيعة النفس البشرية .. لاشك ستعرف كيف تنقذ نفسك من شتات عقلك .. لأن هذه الأصناف لو تماديت معها .. ستمرضك و تصيبك بالجنون.. وبالتالي الحل معهم ستراه في قوله تعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا ).

رأس كل الخطايا

عزيزي المسلم، عليك أن تعلم يقينًا أن الكذب إنما هو رأس كل الخطايا، وهو من أقصر الطرق إلى النار ، كما قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا»، وبالتالي لا يمكن أن يتصور في المؤمن أن يكون كذابًا؛ إذ لا يجتمع إيمان وكذب أبدًا، ولهذا لما سئل النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: لا»، مع أنه صلى الله عليه وسلم قد قرر أنه قد يكون بخيلاً أو جبانًا، لكن لا يكون كذابًا أبدًا.

اقرأ أيضا:

نسمع عن عذاب القبر.. ماذا عن نعيمه؟

علامات النفاق

الكذب من أهم وأبرز علامات النفاق، فقد جاء نصين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن علامات المنافق، أولهما قوله: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان»، والنص الآخر قوله عليه الصلاة والسلام: «أربع من كن فيه كان منافقا، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر»، والكاذب يتصور أن كذبه يرفع من درجته أمام الناس، والحقيقة إنما هو يسقط به في غياهب التيه، وعدم الراحة، وكذبة تجر كذبة، حتى ما لا نهاية، لذلك كان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: «لأن يضعني الصدق -وقلما يضع- أحب إلي من أن يرفعني الكذب- وقلما يفعل».