وقع كلام كثير في حب آل البيت فمن الناس من يغال يفي حبهم لدرجة كبيرة جدا ومنهم من يكره الأخذ عنهم ولا يعتبرهم لكن الثابت المشروع وهو ما عليه جماعة المسلمين أن حب آل البيت وتقديرهم هو الصحيح دون مغالاة .
اهتمام العلماء بآل البيت؟
هم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم الهاشميون وفيهم مشاهير كثيرون، أمثال: حمزة، والعباس، وجعفر الطيار، والإمام علي، وابناه الحسن والحسينِ، والعشرات من الأعلام، مثل: علي زين العابدين، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم، وزيد بن علي، وهؤلاء من أبناء الحسين بن علي بن أبي طالب، ومنهم: الحسن المثنى، ومحمد ذو النفس الزكية، وأخوه إبراهيم، وهؤلاء من أبناء الحسن بن علي. ومن مشاهير آل البيت خلفاء بني العباس، كما أن منهم المُطَّلبيين وأشهرهم الإمام الشافعي محمد بن إدريس الذي ينتهي نسبه إلى المطلب بن عبد مناف.. فهم إذن آل البيت هم بنو هاشم وبنو المطلب.
اهتمام العلماء بآل البيت:
ومن أبين الحجج واوقع الأدلة على تقدير أهل السنة لآل بيت النبي أن من يطالع كتبا كثيرا وهو من الكتب المعتمدة عندهم مثل كتب الاستذكار والمغني والمجموع سيجد فقهاء المذاهب يذكرون المرويات والفتاوى التي رويت عن ابن عباس وعلي والحسن وجعفر الصادق وأبوه محمد بن علي الباقر.
أيضا من يطالع كتب الحديث وهي الكتب التي تهتم بالتوثيق والصلاح والضعف سيجد في صحيح الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في كتاب الفضائل أبوابا للحديث عن مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيذكر فاطمة ـ رضي الله عنها ـ بنت النبي صلى الله عليه وسلم، ومناقب جعفر بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، والحسن والحسين ـ رضي الله عن الجميع
ابن تيمية وآل البيت:
ولعل أوضح ما ذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يوضح معتقد أهل السنة في التعامل مع أهل البيت ما ورد فيقوله في كتاب العقيدة الواسطية؛ حيث قال: "ويحبون أهل بيت رسول الله ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال يوم غدير خم: أذكركم الله في أهل بيتي ـ وقال أيضا للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ـ وقال: إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم.
موقف الخلفاء الراشدين من آل البيت:
من يتتبع سير الخلفاء الراشدين وأقوالهم بل وأفعالهم مع أهل البيت يجد من التقدير الكثير جدا فقد كان أهل البيت يجلون الخلفاء الراشدين، فقد كان الخلفاء يجلون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد راعى أبو بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ ذلك حق المراعاة، كما عرف علي وبنوه ـ رضي الله عنهم ـ للشيخين رضي الله عنهما فضلهما، فقد قال أبو بكر رضي الله عنه: ارقبوا محمدا في أهل بيته. رواه البخاري، وقال أيضا: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى أن أصل من قرابتي. رواه البخاري، وفي صحيح البخاري عن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وفي صحيح مسلم: أن عليا ترحم على عمر وقال: ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك, وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك, وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر, وخرجت أنا وأبو بكر وعمر.
ومن مظاهر الاهتمام ما ذكر أصحاب السير أن عليا ـ رضي الله عنه ـ سمى بعض أولاده باسم أبي بكر وعمر، وقد عد زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم من يتنقص الشيخين من المستهزئين بالدين وطردهم من مجلسه.
كيف يكون تقدير آل البيت؟
ويكون تقدير آل البيت بحبهم وإكرامهم، وموالاتهم، ونصرتهم، والاهتداء بهديهم، والاقتداء بسيرة العلماء منهم، والصلاة عليهم في التشهد الأخير من الصلوات، وعلى الاستفادة مما ثبت بالسند الصحيح مما نقلوه لنا من الشرع، وأما التمسك بهم فهو مطلب شرعي؛ لما رواه الترمذي وصححه الألباني عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهم.