عادة غريبة تتمدد عبر التاريخ البشري بين العامة والغوغاء، بالرغم من تعارضها مع الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها منذ ان خلق آدم، فأول من استتر من عورته هو آدم حينما خرج من الجنة، قال تعالى: "فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121طه )، وسميت العورة سوءة ، لأن انكشافها يسوء صاحبها وبحزنه ، ويجعل الناس تنفر منه .

والتبول في الطرقات نهى عنه الإسلام وشدد على النهي فيه، كما نهت عنه الأديان السابقة على الإسلام، وذلك لأن التبول في الطرقات فيه انكشاف لعورة وسوءة الإنسان التي أمر الله عز وجل بسترها، لذلك كان المسلمون الأاوائل يهتمون ببناء المراحيض العامة ويوظفون العمال على نظافتها، من أجل الحفاظ على الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم.

وعادة التبول في الطرقات قديمة، ولكن يترفع عنها من كان في قلبه مثقال ذرة من حياء، حتى ولو كان من أصحاب الأمراض التي تتسبب في سلسل البول مثل مرض السكري، في الوقت الذي تجد فيه رجالا كبارا يقفون في عرض الطريق ويتبولون كالأطفال دون حياء، ودون اعتبار لمرور النساء أو أن يستتر من بوله.

ولا تختلف هذه العادة من دولة لأخرى بحسب تقدمها التكنولوجي، ولكنها تختلف بمقدار حياء الإنسان وفطرتها لسوية، فهناك دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وغيرها، وبالرغم من تقدمها، وحضارتها، إلا أنك ستجد كثير من الناس يتغوطون علانية في الطريق.

تنزهوا من بولكم

وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المرء أن يستتر من بوله، فإن أكثر عذاب القبر منه.

فقد مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على قبرينِ فقال: ( إنَّهما ليُعذَّبانِ وما يُعذَّبانِ في كبيرٍ ثمَّ قال: بلى أمَّا أحدُهما فكان يسعى بالنَّميمةِ وأمَّا الآخَرُ فكان لا يستنزِهُ مِن بولِه ) ثمَّ أخَذ عودًا فكسَره باثنينِ ثمَّ غرَز كلَّ واحدٍ منهما على قبرٍ ثمَّ قال: ( لعلَّه يُخفَّفُ عنهما العذابُ ما لم ييبَسا ).

وفي كثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يوضح أنه من الضروري الغسل أولاً من البول والاهتمام بالشوائب والنظافة الشخصية ، الاستنجاء بمعنى طهّر نفسه ، وهذه عملية تطهير بالماء أو غيره ، وهذا هو إزالة النجاسة ، وهذا هو الطاهر ، أي إزالة الشوائب والنجاسة ، وإن ديننا يحثنا على النظافة الدائمة حيث أن النظافة من الإيمان.

ومن أهم شروط حتى تصح الصلاة أن تكون طاهراً حتى تصح صلاتك ، وكذلك يجب على المرأة والرجل الاهتمام بهذا الأمر ، من حيث التبول في مكان لا يطير منه رذاذ على الإنسان وإن أصابه منها شيء في فخذه أو في قدمه ، فسكب عليه الماء ، فاغتسل بما أصابه ، ليتبول.

وإذا كان المكان طريًا على أرض لينة ، أو إذا كان الفرج على نفس الجحر الذي ينزل فيه الماء حتى لا يطير ، ولكن على كل حال فإن المشي والحذر من البول جيد ، وإذا قدر أن البول يتزامن مع حافة مكان البول ، وانسكب على فخذه أو ساقه ، وجب على المسلم والمسلمة أن يغتسل.

اظهار أخبار متعلقة

الاستنجاء من البول

ويشترط الاستنجاء إذا كان هناك بول أو غائط أو نزل في الصلاة ، ثم يغسل المسلم ذكره إذا بول ، فإن يغتسل من البول وينظف من التغوط ، ويكفيه هذا بأي حال الوقت وأيضاً يشترط للتطهير ، إذا غسل قضيبه من البول ، أو شرجه من البراز ، أو غسل شرجه بالحجر.

عن عبدالله بن مسعودٍ قال: أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الغائطَ، فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجارٍ، فوجدتُ حجرين، ولم أجد ثالثًا، فأتيته بروثةٍ، فأخذهما –يعني: الحجرين- وألقى الرَّوثة وقال: إنها رجس –أو: ركس أخرجه البخاري.

حكم عدم الاستنجاء من البول

التراخي في التطهير عند التبول خطأ كبير لأنه من أسباب عذاب القبر ، كما ان ترك البول وعدم التطهير منه يحمل مخاطر كثيرة من حيث الرطوبة في المنطقة التي تكثر فيها الجراثيم ، مما قد يساعد هذه الجراثيم على التكاثرمما يؤدي إلى تسبب التهابات قد تصعد إلى الكلى وتؤثر على وظيفتها ، وكان قد تم الذكر في كتابة الله الحكيم ” إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ” ( 222) البقرة.