أبو دجانة الأنصاري هو الصحابي الجليل سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ. وقيل: سِمَاكُ بْنُ أَوسِ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بنِ زَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنصَارِي الخَزرَجِيّ. أَبُو دُجَانَةَ الْأَنْصَارِيُّ، اشتهر بكنيته آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين عُتْبَةَ بنِ غَزْوَانَ رضي الله عنه شهد بدرًا وأحدًا وما بعدها من المشاهد مع النبي.صلى الله عليه وآله وسلم
كان الصحابي الجليل رضي الله عنه مشهورًا بالشجاعة، وكانت له عصابة حمراء يُعلَم بها في الحرب، وكان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد، وهو الذي أخذ السيف من النبي صلى الله عليه وآله وسلم يومئذٍ؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ سيفًا يوم أحد فقال: «مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ؟» فأَخذَهُ قومٌ فجعلوا ينظرون إليه، فقال: «مَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ؟» فأَحْجَمَ القومُ، فقال أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكٌ: أَنا آخُذُهُ بِحَقِّهِ، فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ هَامَ الْمُشْرِكِينَ.
الصحابي الأنصاري كان له نصيب الأسد في خوض المعارك بصحبة رسول الله حيث حضر بدرا ، وصال فيها وجال حتى شهد له الجميع بأنه مقدام شجاع لا يخاف الموت ، يشق صفوف الأعداء ويقتلهم تقتيلًا ، وقد صرع يومها زمعة بن الأسود من صناديد قريش .
شجاعة الصحابي الجليل لم تتوقف عند هذا الصعيد بل أنه ضرب أروع مثل في الثبات في يوم " أحد "حيث ثبت يوم أن تقهقر بعض المسلمين ، وأشتهر يومها باسم عصبة الموت ،وهوما خلده حديث سيدنا الزبير بن العوام عن رسول الله في يوم أحد أنه قال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقمت فقلت أنا والكلام للزبير يا رسول الله ، فأعرض عني ثم قال من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقلت أنا يا رسول الله ، ثم قال من يأخذ هذا السيف بحقه ، فقام أبو دجانة فقال أنا أخذه يا رسول الله بحقه ، فما حقه ؟
رسول الله صلّي الله عليه وسلم رد علي الصحابي الانصاري بشكل فوري وبالإيجاب وأوصاه: ألا تقتل به مسلمًا ولا تفر به من كافر ، وفي هذه اللحظة أخذ السيف من النبي ، أخرج عصابته فتعصب بها وقال: إني امرؤ عاهدني خليلي أن لا أقيم الدهر في الكبول ، إذ نحن بالسفح لدى النخيل ، أضرب بسيف الله والرسول ، وكان يتبختر بين الصفوف .
تبختر أبي دجانة كان مثار تعليق من النبي صلّ الله عليه وسلم بقوله : إنها مشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن ، وبعدها انطلق أبو دجانة في صفوف المشركين وجعل لا يرى أحدًا منهم إلا قتله ، حتى وصل لقائدة جيش نسوة المشركين ، وكانت هند بنت عتبه .
الصحابي الجليل أشهر سيف النبي في وجه بنت عتبة التي لاذت بالصراخ فإدرك أنها امرأة وأبى أن يقتلها بسيف رسول الله ، وكان من ضمن من حموا ظهر النبي في غزوة أحد ، حينما تراجع المسلمون وتكاثر عليه مشركو قريش ، فتصدى لها بظهره وتلقى النبال عن رسول الله .
أما المحطة الأبرز في حياة ابي دجانة الأنصاري فكانت يوم خيبر حيث أبلي بلاء حسنا وقتل يومها سيد يهود خيبر الحارث أبا زينب ، وكان من أسباب النصر يومها فعندما خرج رجل من اليهود وطلب مبارزة أحد المسلمين ، بعد أن قتل اثنين من المسلمين ، خرج أبو دجانة فقتله فكبر النبي صلّي الله عليه وسلم ، ودخلوا خيبر بعدها منتصرين
بطولات الصحابي الانصاري أبو دجانة يوم خيبر لم تتوقف لم امتدت إلي أغلب غزوات النبي وبعدها المواقع والفتوحات العديدة في عهد سيدنا أبو بكر ، فقد حضر الصحابي الجليل معركة اليمامة ، وانكسرت رجله في اقتحامها ولكنه رغم ذلك ثبت في القتال وأبلى يومها بلاءً حسنًا .
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاالصحابي الجليل لعب دورا بطوليا في معركة اليمامة وشارك في قتل مسليمة الكذاب وفي جميع المواقع ضد المرتدين ومدعي النبوة حتي مني الله عليه بالشهادة في حروب الردة عام 12 بعد تحقيق النصر علي مدعي النبوة، وإعلاء رية دين الإسلام عالية حتي يرث اللهوذات يوم دُخلَ على أَبِي دُجَانَةَ وهو مريْضٌ وكان وَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ. فقيل له: مَا لِوَجْهِكَ يَتَهَلَّلُ؟ فقال: ما من عملِ شَيْءٍ أوْثَقُ عندي من اثْنَتَيْنِ: كنت لا أَتَكَلَّمُ فيما لا يَعْنِيْنِي، والأُخْرَى فكان قلبي للمسلمين سليمًا.
بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم ، شارك أبو دجانة في حروب الردة، وكان في جيش خالد بن الوليد الذي توجّه إلى اليمامة. ولما اشتد القتال يوم اليمامة، وكادت الدائرة تدور على المسلمين، رمى أبو دجانة بنفسه إلى داخل الحديقة التي تحصّن فيها أنصار مسيلمة، فانكسرت رجله، فقاتل وهو مكسور الرجل، وكان ممن شارك في قتل مسيلمة الكذاب، ثم قُتل يومئذ، وكان لأبي دجانة من الولد خالد أمه آمنة بنت عمرو بن الأجش البهزية السُلمية.