هل تتصرف طول الوقت على أنك شخص لطيف جدًا، ترضي كل الناس، لا تريد أن تغضب منك أحد، ويصيبيك الحرج من قول كلمة "لا"، وتحاول دائمًا إرضاء كل الأطراف وتتجنب المشكلات، وتخاف الاعتراض أو اظهار مشاعر غضبك، أو الملل الذي أصابك؟!
وهل تقدم دائمًا أو معظم الوقت احتياجات الآخرين على احتياجاتك، ومشاعرهم على مشاعرك؟!
غالبًا وبحسب الدكتور محمد طه استاذ الطب النفسي بجامعة المنيا، من يتسم بهذه الصفات، كان في طفولته ذلك الطفل اللطيف الظريف، الهادئ، المسالم، الضاحك، المبتسم، الذى لا يشكو، ولا يبادر، ولا يعترض.
وعلى الرغم من أن هذا يبدو جميلًا وطيبًا ومحل إطراء، إلا أن الطفل يفعله على حساب نفسه،- يضيف الدكتور محمد طه- ويكتم داخله لسنوات طويلة مشاعر إنسانية كثيرة جدًا، هى كلها من حقه، لكن ما وصله فى طفولته هو أنه من غير المسموح أن يعبر عنها، وغير مسموح أن يعبر عن الكره أو الغضب أو الملل أو الاشمئزاز أو الرفض.
ويؤكد أستاذ الطب النفسي أن هذا الطفل تعلم ألا يعبر عن مشاعره الحقيقية حتى يتجنب المشاكل التى قد تحدث له أو تحدث بسببه (كما صور له من حوله)، ومن ثم قام أهل هذا الطفل بتحميله مسؤولية ليس له أي علاقة بها في الحقيقة، وهي أن من حوله يجب أن يكونوا راضين وسعداء، وإذا لم يحدث ذلك، يتحمل هو الذنب، والعقاب بالطبع.
ويشير الدكتور محمد طه إلى ضرورة أن يعبر الإنسان عما بداخله، فمن حقه يحب أو يكره، وأن يفرح أو يحزن، وأن يزهق أو يمل، يوافق أو يرفض، وأن يرسم على وجهه ما يدور داخله، وأن يظهر ذلك فى الكلام والتصرفات والتعبيرات، منبهًا على أن هذا لا يعني أن يكون الإنسان عبوسًا، أو قاسيًا، أو متجهمًا، أو على العكس منافقًا أو متكلفًا، أو مبديًا غير ما يظهر.
يقول أستاذ الطب النفسي:" من حقك - وبكل بساطة وبديهية - أن تكون حقيقيًا، ما دمت لا تؤذى غيرك، أو نفسك، وأن تكون أصيلًا فى مشاعرك، ومخلصًا فى التعبير عنها، مادمت لا تضر بها أو من خلالها أي أحد".
اقرأ أيضا:
تعرضت مع زوجتي للظلم والإهانة من أهلي.. وبعد قطيعة تواصلت معهم وزوجتي لا زالت غاضبة.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
عانيت من الضرب طفلة والإهانات اللفظية بالغة راشدة.. كيف أتعايش مع أسرتي المؤذية؟