بات "فيس بوك" جزءًا أصيلاً من حياتنا اليومية، بل أنه صنع لنا بعضًا من أخلاقنا، وسرنا نتبعه للأسف في خيره وشره، ولذلك كان لابد للوقوف هنيهة للتفكير فيما آل إلينا حالنا مع مواقع التواصل الاجتماعي جميعها..

ومما علمنا "فيس بوك" وجعله ضمن أخلاقنا (اضطرار القسم)، إذ تجد أحدهم يرسل لك رسالة، ويستحلفك بالله أن تمررها، ومما هو معروف دينيًا أن من يقسم على أحد في الإسلام، أن ينفذ ويبر بهذا القسم، لأنه أمر شديد الحساسية في الإسلام، لكن هل ينطبق ذلك مع مثل هذه الأمور؟..

العلماء اتفقوا على أنه لا يجوز ذلك، بل أنه يعد تعدي على حقوق الحرية الشخصية وتكليف بعمل قد لا يناسب البعض، بل أكبر من ذلك وهو أنه فيه استغلال لكلام النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم القآئل بأن حقوق المسلم على المسلم ست ... ومنها أن يبر المسلم المسلم في يمينه فإذا حلف عليه أطاعه.

كفارة القسم

يسأل أحدهم، هل لو لم أطعه في قسمه، أكون مجبرًا على إطعام عشرة مساكين، العلماء هنا يؤكدون بأن القسم على مواقع التواصل الاجتماعي ليس يؤخذ مأخذ الجد، والتعامل معه ليس كالحقيقة الواقعة بين الناس، وبالتالي من يرمي ببعض الكلمات ويقسم على أحدهم أن ينقلها، ليس على الطرف الثاني شيء إن لم يفعل، لأن الله عز وجل وهو خالق الكون كله، يعلم تمامًا أن الأمر ليس بقسم لأمر هام، وإنما مجرد إلهاء لأمر تافه، وبالتالي لا يجب الاهتمام بمثل هذه الأمر على الإطلاق، واعتبارها من الإسلام في شيء.

كما أنه على كل مسلم أن يعلم أن مثل هذه الأمور فيها مشقة، لأنه ليس بإمكان كل مسلم أن ينقل هذه الأمور، بل أن الذي يقسم على أخيه المسلم يشق على نفسه لأن عدد الذين لن يبروا يمينه كثيرون فكم يمينا سيكفر عنها هذا الحالف ؟، لو كان يفترض بر هذا اليمين على أنه حقيقي!.

متعد ومخالف للسنة

العلماء يبينون، أن كل إنسان يحلف عليه إنسان آخر بفعل شيء لا يستطيعه فلا يهتم بحلف من حلف عليه ؛ لأنه متعدي ومخالف لسنة هدي خير العباد صلى الله عليه وآله وسلم، وما ذلك إلا لأن فإن كثرة الحلف لغير ضرورة أو حاجة ملحة أمر مذموم شرعا سواء كان الحالف يقسم لنفسه أو على غيره فقد قال الله تعالى: «وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ» (البقرة: 224)، وقال أيضًا سبحانه وتعالى: «وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ» (المائدة: 89).

اقرأ أيضا: