أخبار

شاهد.. أم وابنها يحنفلان بحصولهما على الماجستير معًا

أفضل وأسوأ الأطعمة لمرضى ضغط الدم المرتفع.. تعرف عليها

ابتعد عن 4 أطعمة إذا أردت أن تعيش حتى 100 عام!

من خان حي على الصلاة تخونه حي على الفلاح

"إذ انبعث أشقاها".. مشاهد مرعبة من هلاك قوم صالح عليه السلام

هل أنا منافق؟.. القرآن يكشف لك خبايا القلوب المريضة

ما حكم الطلاق في الغضب الشديد لمريض السكر؟

كيف يعصم الإنسان نفسه من التكبر والغرور؟ (الشعراوي يجيب)

تعرف على أركان وواجبات وسنن الحج

أفضل ما دعا به النبي في مواجهة الشدائد وتفريج الكرب

"الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون".. بشارة قرآنية لكل صابر متوكل على الله (الشعراوي)

بقلم | فريق التحرير | السبت 10 يوليو 2021 - 11:11 ص

{الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (النحل: 42)


يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:


الحق تبارك وتعالى يريد أن يعطينا تشريحاً لحال المهاجرين، فقد ظُلِموا واضْطهِدوا وأُوذُوا في سبيل الله، ولم يفتنهم هذا كله عن دينهم، بل صبروا وتحملُّوا، بل خرجوا من أموالهم وأولادهم، وتركوا بلدهم وأرضهم في سبيل دينهم وعقيدتهم، حدث هذا منهم اتكالاً على أن الله تعالى لن يُضيِّعهم.

ولذلك جاء التعبير القرآني هكذا { صَبَرُواْ } بصيغة الماضي، فقد حدث منهم الصبر فعلاً، كأن الإيذاء الذي صبروا عليه فترة مضتْ وانتهت، والباقي لهم عِزّة ومنَعة وقوة لا يستطيع أحد أنْ يضطهدهم بعد ذلك، وهذه من البشارات في الأداء القرآني.

أما في التوكل، فقال تعالى في حقهم: { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [النحل: 42]. بصيغة المضارع؛ لأن التوكُّل على الله حدث منهم في الماضي، ومستمرون فيه في الحاضر والمستقبل، وهكذا يكون حال المؤمن.

وبعد ذلك تكلَّم القرآن الكريم عن قضية وقف منها الكافرون أيضاً موقف العناد والمكابرة والتكذيب، وهي مسألة إرسال الرسل، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [النحل: 43].

وقد اعترض المعاندون من الكفار على كون الرسول بشرًا، وقالوا: إذا أراد الله أن يرسل رسولًا فينبغي أن يكون مَلَكًا فقالوا: {وَلَوْ شَاء الله لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً} [المؤمنون: 24].

وكأنهم استقلُّوا الرسالة عن طريق بشر؛ وهذا أيضًا من غباء الكفر وحماقة الكافرين؛ لأن الرسول حين يُبلّغ رسالة الله تقع على عاتقه مسئوليتان: مسئولية البلاغ بالعلم، ومسئولية التطبيق بالعمل ونموذجية السلوك.. فيأمر بالصلاة ويُصلِّي، وبالزكاة ويُزكِّي، وبالصبر ويصبر، فليس البلاغ بالقول فقط، لا بل بالسلوك العمليّ النموذجيّ.

ولذلك كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان خلقه القرآن». وكان قرآنًا يمشي على الأرض، والمعنى: كان تطبيقًا كاملًا للمنهج الذي جاء به من الحق تبارك وتعالى.

ويقول تعالى في حقِّه صلى الله عليه وسلم: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

اقرأ أيضا:

"إذ انبعث أشقاها".. مشاهد مرعبة من هلاك قوم صالح عليه السلام

فكيف نتصور أن يكون الرسول مَلَكًا؟ وكيف يقوم بهذه الرسالة بين البشر؟ قد يؤدي الملك مهمة البلاغ، ولكن كيف يُؤدِّي مهمة القدوة والتطبيق العملي النموذجي؟ كيف ونحن نعلم أن الملائكة خَلْق جُبِلوا على طاعة الله: {لاَّ يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

ومن أين تأتيه منافذ الشهرة وهو لا يأكل ولا يشرب ولا يتناسل؟

فلو جاء مَلَك برسالة السماء، وأراد أن ينهى قومه عن إحدى المعاصي، ماذا نتوقع؟ نتوقع أن يقول قائلهم: لا.. لا أستطيع ذلك، فأنت ملَك ذو طبيعة علوية تستطيع ترْك هذا الفعل، أما أنا فلا أستطيع.

إذن: طبيعة الأُسْوة تقتضي أن يكون الرسول بشرًا، حتى إذا ما أمر كان هو أول المؤتمرين، وإذا ما نهى كان هو أول المنتهين.

ومن هنا كان من امتنان الله على العرب، ومن فضله عليهم أنْ بعثَ فيهم رسولًا من أنفسهم: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} [التوبة: 128].

فهو أولًا من أنفسكم، وهذه تعطيه المباشرة، ثم هو بشر، ومن العرب وليس من أمة أعجمية.. بل من بيئتكم، ومن نفس بلدكم مكة ومن قريش؛ ذلك لتكونوا على علم كامل بتاريخه وأخلاقه وسلوكه، تعرفون حركاته وسكناته، وقد كنتم تعترفون له بالصدق والأمانة، وتأتمنونه على كل غَال ونفيس لديكم لعلمكم بأمانته، فكيف تكفرون به الآن وتتهمونه بالكذب؟!

لذلك رَدَّ عليهم الحق تبارك وتعالى في آية أخرى فقال: {وَمَا مَنَعَ الناس أَن يؤمنوا إِذْ جَاءهُمُ الهدى إِلاَّ أَن قالوا أَبَعَثَ الله بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء: 94].

فالذي صَدَّكم عن الإيمان به كَوْنه بشرًا!!

ثم نأخذ على هؤلاء مأخذًا آخر؛ لأنهم تنازلوا عن دعواهم هذه بأنْ يأتيَ الرسول من الملائكة وقالوا: {لَوْلاَ نُزِّلَ هذا القرآن على رَجُلٍ مِّنَ القريتين عَظِيمٍ} [الزخرف: 31].

فهذا تردُّد عجيب من الكفار، وعدم ثبات على رأي.



الكلمات المفتاحية

الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الشيخ محمد متولي الشعراوي الصبر والتوكل

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (النحل: 42)