لي خالة طلقت من زوجها، وتعيش بمفردها، فاختارتني كي أمر عليها وأقضي لها حاجتها، فما كان منها إلا أن تحرشت بي، وحاولت أن أشاركها الجنس أكثر من مرة.. إلا أني وفي كل مرة كنت أتحجج بحجج ما، لكني بلغت مداي، ونفد صبري، وربما لو دعتني مرة أخرى قد لا أتماسك.. فما الحل؟
الجواب
عزيزي الشاب، ربما يكون دورك في خدمة خالتك مهم جدًا، لكن هناك قاعدة فقهية عظيمة تقول: «"درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح»، وبالتالي البعد عنها هو أفضل لها ولك، فالموت أهون عليك وعليها، إذ يقول الإمام الطبري رحمه الله في ذلك: «المعنى أن خلوة الرجل بامرأة أخيه أو ابن أخيه أو خالته أو عمته، تنزل منزلة الموت، والعرب تصف الشيء المكروه بالموت»، وبالتالي فإن الخلوة ممنوعة ومحرمة في الإسلام وإن كانت ورائها مصلحة، كإتيان الخدمة لهذه المرأة، لكن إياك أيضًا أن تروي ما حدث لأمك أو لأي مخلوق مهما كان، فالأصل في الإسلام هو الستر، ومن ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله في الآخرة.
النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم حذرنا مرارًا من فتح البيوت دون قيد أمام الأغراب والأقارب، بل أنه شدد على أن الأقارب أكثر خطورة، فففي الصحيحين وغيرهما عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت»، انظر لإياكم.. ستجد أنه فعل أمر واضح تمامًا، فكيف بنا ينهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدخول على النساء، ونحن نسمح لأنفسنا بذلك؟.. فهذا القول هو قول نبي يشفق على أحوال أمته، وتلك حدود الله وشرائعه، وحين تتعلق المسائل بالحدود والشرائع يَجب أن نذكر قول الله سبحانه وتعالى: « وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِينًا » (الأحزاب: 36).
اظهار أخبار متعلقة