مرحبًا بك يا عزيزي..
غالبًا ما يكون الأمر بالنسبة للشاب الرجل أسهل – هكذا يبدو له- عند رفض الأهل لزيجته فيسارع بإتمام الأمر بنفسه ولو تكبد في سبيل ذلك خسارة علاقته بأهله، فهو غير محتاج لولي كما الفتاة ومن ثم فلا مانع من إتمام زيجته ينفسه لنفسه.
يبدو الأمر خادعًا، سهلًا، إلا أنه في حقيقته التي ستطل على حياته التالية وهو زوج، وربما أب ، وهناك جدة وجد وعمات وأعمام ليسوا في الصورة ولا علاقة جيدة معهم أو لا علاقة البتة، أمرًا سيئًا على المستوى النفسي، والاجتماعي، للغاية ليس للشاب فحسب وإنما لأولاده وأسرته أيضًا.
رضى الأهل والوالدين عن الزيجة مهم يا عزيزي، وهذا للشاب والشابة، العريس والعروس، مباركة الأهل مهمة، فالزواج بالفعل علاقة بين عائلتين، وأسرتين، وليس شخصين فحسب.
التفاعلات والعلاقات أثناء إتمام الأمر مهمة، وكذلك بعده، والواقع يخبرنا، ويدلنا بوضوح وجلاء .
أنت محتاج للموازنة بين حفاظك على مكانة والدتك واحترامك لها، ولرأيها في الزيجة وتوصيل هذه الرسالة إليها، وإلى فتاتك "عروس المستقبل"، وبين اصرارك على قرارك وتحملك مسئوليتك عنه كاملًا.
لابد من الجلوس مع والدتك، بدون عناد، ولا مكابرة، ولا اتهام أنها مخطئة في رأيها، لتفهم معنى الوضع الاجتماعي غير المناسب من وجهة نظرها.
من نافلة القول يا عزيزي أن هناك فوضى اجتماعية وثقافية واقتصادية سائدة اليوم في عصرنا هذا مجتمعيًا، مما يلقى بظلاله على الاختيارات عند الزواج.
فقد تملك سيارة وشقة في حي راقي، وكذلك أهل فتاتك التي اخترتها عروسًا، ومع ذلك تجد نفسك غير منسجم مع طريقة ممارسة الحياة مع أسرتها، فعادات النوم والطعام وأماكن التنزة وشراء الاحتياجات للمعيشة وتقاليد الحياة لدى الأغنياء مثلًا في الريف تختلف عن نظرائهم في الحضر أو المدن، وهكذا تجدهم متساويين في المستوى الاقتصادي أو متقاربين ولكن أسلوب كلًا في ممارسة الحياة مختلف ، وغير متقارب البتة، مما يدعو إلى التنافر لا الألفة عند الزواج، ربما هذا ما تقصده والدتك، وتراه هي بحكم الخبرة في الحياة ولا تراه أنت بحكم ضغط العاطفة وقلة الخبرة الاجتماعية .
لذا تحتاج أنت يا عزيزي، لتفهم وجهة نظر والدتك بالتفصيل، ولا بأس من الاستعانة بشخص حكيم من العائلة ومشاورته في الأمر ربما يمكنه مساعدتك في اقناع والدتك لو اتضح أن أسبابها غير منطقية، ولا تنس أنك محتاج لطول النفس والصبر والتأدب مع والدتك، وتوصيل رسالة لفتاتك أنك من أسرة ولك أم ورضاها عن الزيجة مهم، ورسالة لوالدتك أنك تحترمها ولن تتزوج بدون رضاها ولكنك أيضا لن تتزوج إلا ممن تريدها أنت.
كن واثقًا أنك لو عبرت عن موقفك ما دام سليمًا، برجولة، وإصرار، وتأدب، وجدية ، وتحمل للمسئولية، فستقتنع والدتك، وتنحل المشكلة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.