نقف في هذه السطور وقفة سريعة أمام عالم علم . ملأ الأرض علما وفقها وورعا وزهدا .. هو حبر الأمة، وترجمان القرآن وهو الغواص الذي كان يغوص في دقائق المعاني ويستخرج دررها المكنونة هو فقيه عصره ، وإمام التفسير أبو العباس عبد الله رضي الله عنه وأرضاه.

نسب عبد الله بن عباس:
هو  ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العباس بن عبد المطلب شيبة بن هاشم ، واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي الهاشمي المكي الأمير - رضي الله عنه ولد بشعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين.

وصف وهيئة عبد الله بن عباس:
جاء وصفه في بعض كتب السير أنه كان أبيض، طويلا، مشربا صفرة، جسيما، وسيما، صبيح الوجه، له وفرة، يخضب بالحناء، دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحكمة .
كما قيل إنه كان جميلاً، مديد القامة، مهيبًا، كامل العقل، ذكي النفس، من رجال الكمال.
وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة سنة ، ثم قال الواقدي : وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل العلم ، واحتج الواقدي بأنه كان قد ناهز الحلم عام حجة الوداع .

دعاء النبي لعبد الله بن عباس:

ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لابنه عمه عبد الله بن عبس رض الله عنه  قائلا : اللهم أعط ابن عباس الحكمة وعلمه التأويل، وعن عبد الله بن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم علمه الكتاب وفقهه في الدين.

وروي أن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم بعث ابنه عبد الله في حاجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجد عنده رجلا ، فرجع ولم يكلمه من أجل مكان ذلك الرجل ، فلقي العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ، فقال العباس : أرسلت إليك ابني فوجد عندك رجلا فلم يستطع أن يكلمك فرجع وراءه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عم ، تدري من ذاك الرجل ؟ قال : لا . قال : ذاك جبريل [ ص: 86 ] ولن يموت ابنك حتى يذهب بصره ويؤتى علما.

من أقوال عبد الله بن عباس:
نسب إليه أنه قال حبرُ اﻷمّة وترجمان القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما:
أربعة لا أقدر على مكافأتهم:
1- رجل بدأني بالسلام.
2 - ورجل وسّع لي في المجلس.
3 - ورجل اغْبرّت قدماه يمشي في حاجتي.
4 - أما الرابع فما يكافئه عني إلا الله عز وجل.
قيل: ومن هُو؟؟
قال رضي الله عَنْه: رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر فيمن يقصده...ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي... وهذا الأثر صحيح بدون قوله (رجل بدأني بالسلام) فهذا لا يصح، وفي رواية قال عبد الله بن عباس: ثلاثة لا أقدر على مكافأتهم: رجل جئت ظمآن فسقاني، ورجل ضاق بي مجلسي فأوسع لي، ورجل اغبرت قدماه في الاختلاف إلى بابي، ورابع هو أعظمهم حقا علي: رجل بات ساهرا يعرض الناس على نفسه فأصبح لا يجد له في حاجته معتمدا سواي. رجاله ثقات.
 وقال ابن القيم رحمه الله:
"إنَّ في قضاء حوائج الناس لذة لا يَعرفها إلا من جربها، فافعل الخير مهما استصغرته فإنك لا تدري أي حسنة تدخلك الجنة".