مرحبًا بك يا عزيزتي..
وضع الحدود مهم ولكنها خطوة لابد أن تسبقها خطوة معرفة النفس، وهي خطوة ليست سهلة ولا سلسة كما يعتقد البعض، لكنها ممكنة وتحدث، بل لابد أن تحدث فعواقب عدم معرفة النفس وخيمة.
معرفة النفس يا عزيزتي يبدأ بقبولها كلها كما هي بكل ما ستجدينه فيها؛ ألمها، وترددها، وخوفها، وغضبها، وحيرتها، وتخبطها؛ هذا القبول لا يعني الموافقة، ولا الاستسلام لما فيها، ولا يعني كذلك الشجار، والرفض، لما تجدينه.
خطوة صعبة لكن لا وصول لنفسك الحقيقية بدونها، ستحتاج منك إلى وقت وصبر، هذه العوائق التي تكونت عبر السنين بينك وبين نفسك الحقيقية لن يخترقها ويتغلب عليها سوى "القبول"، فوحده ما سيكسر كل العوائق والحواجز والمعطلات.
وحتى تصلي يا عزيزتي لنفسك الحقيقية أيضًا عليك التخلص من أحكام الناس عليك، فمن حولنا يسجوننا في أحكام من عينة هذه فتاة ساذجة، وهذه شريرة، وهذه فاشلة، هذه متدينة، وهذه مؤدبة، إلخ، فلا تصدقي هذه الأحكام ولا تسجني نفسك فيها، ولا تخافي منها، ولا تمارسيها أنت مع الآخرين، ولا تسجني نفسك أيضًا في علاقات قديمة أو حالية مؤلمة مع الأهل، الأصدقاء، إلخ فهذه السجون كلها تعطلك عن المضي قدمًا في رحلة النضج النفسي ومعرفة النفس.
وفي هذه الرحلة لابد أن تعلمي معنى "المسئولية"، فأنت مسئولة عن قراراتك واختياراتك وحصولك على احتياجاتك والتخلص من مشاعرك السلبية التي تعطلك، إلخ.
خلال رحلة التعرف هذه على نفسك يا عزيزتي، ستقوى نفسك، وبمجرد حدوث هذه الخطوة ستجدينها قادرة على وضع "الحدود" التي ترضاها وتحميها، وستتكون لديك توكيدية للذات تجعلك قادرة على الحماية لهذه الحدود والذب عنها.
هذه الخطوات من الممكن أن تقومي بها وحدك، وإذا تعثرت فهناك برامج لدى المعالجين النفسيين تساعد على معرفة الذات الحقيقية يمكنك الاستعانة بها.
ودمت بكل خير ووعي وبصيرة.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟اقرأ أيضا:
أقاربي لا يحبون "خلفة البنات" وكل أطفالي "بنات".. ماذا أفعل؟