كانت العرب تقول العقل بالتجارب والحزم سوء الظن
، ولا يكون المرء بالمصيب في الأشياء حتى تكون له خبرة بالتجارب.
حكم وتجارب:
1-من جميل ما روي عن الخليفة عبد الملك بن مروان : " لا طمأنينة قبل الخبرة فإن الطمأنينة قبل الخبرة تنافي التجارب".
2- وقال المحاسبي عن العقل : " هو نور الغريزة مع التجارب يزيد وينقص بالعلم والحلم".
3- والعاقل يكون حسن المأخذ في صغره صحيح الاعتبار في صباه حسن العفة عند إدراكه رضي الشمائل في شبابه ذا الرأي والحزم في كهولته يضع نفسه دون غايته، ثم يجعل لنفسه غاية يقف عندها لأن من جاوز الغاية في كل شئ صار إلى النقص.
4- لا ينفع العقل إلا بالاستعمال كما لا تنفع الأعوان إلا عند الفرصة.
5- من لم يكن عقله أغلب خصال الخير عليه أخاف أن يكون حتفه في أقرب الأشياء إليه.
6- وقال معاوية ابن قرة والد إياس الذكي : إن القوم ليحجّون ويعتمرون ويجاهدون ويصلّون ويصومون وما يعطون يوم القيامة إلا على قدر عقولهم.
حكم عظيمة عن العاقل:
1-العاقل لا يغبن والورع لا يغبن.. وهذه لفظة جامعة تشتمل على معان شتى فكما لا ينفع الاجتهاد بغير توفيق ولا الجمال بغير حلاوة ولا السرور بغير أمن كذلك لا ينفع العقل بغير ورع ولا الحفظ بغير عمل وكما أن السرور تبع للأمن والقرابة تبع للمودة كذلك المروءات كلها تبع للعقل.
2- وعقول كل قوم على قدر زمانهم، فالعاقل يختار من العمر أحسنه وإن قلّ، فإنه خير من الحياة النكدة وإن طالت، والعقل الواعي غير المنتفع به كالأرض الطيبة الخراب.
3- والعاقل لا يبتدىء الكلام إلا أن يسأل ولا يكثر التماري إلا عند القبول ولا يسرع الجواب إلا عند التثبت.
4- العاقل لا يستحقر أحدا لأن من استحقر السلطان أفسد دنياه ومن استحقر الأتقياء أهلك دينه ومن استحقر الإخوان أفنى مروءته ومن استحقر العام أذهب صيانته.
5- العاقل لا يخفى عليه عيب نفسه لأن من خفي عليه عيب نفسه خفيت عليه محاسن غيره وإن من أشد العقوبة للمرء أن يخفى عليه عيبه لأنه ليس بمقلع عن عيبه من لم يعرفه وليس بنائل محاسن الناس من لم يعرفها وما أنفع التجارب للمبتدى.
اقرأ أيضا:
هذه الذنوب يكره الله فاعلها جدا..كيف تتخلص منها