عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أن الذنوب والمعاصي ليست حاجبًا على الإطلاق بينك وبين الله عز وجل، ولا تمنع وصولك إلى الله أبدًا حتى لو كانت هذه الذنوب متكررة.. لكن الذي يمنع أنه مع التكرار لا تشعر أن ما تفعله ذنبًا!.. هنا تكون قد تعودت ولم تعد تشعر بأي تأنيب ضمير، وبالتالي لا تلجأ للاستغفار أو التوبة.
والتوبة ليس معناها ألا تعود للذنب مجددًا.. وإنما التوبة تعني الندم على الذنب، فبمجرد أن تندم فاعلم أن هذا هو التوبة الحقيقية.. لكنك تعود مجددًا لأنك ضعيف، وهذا حدث جديد وتوبة جديدة حتى لو نفس الذنب.
قال تعالى: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ).
مغفرة وجنات
فقد تنول مغفرة وجنات وأنت فاعل فاحشة وظالم نفسك .. لأنك لم تصر.. وهنا الأهم في الذنب الإصرار وليس التكرار .. الإصرار والعِند والتكبر وعدم الاعتراف.. وانطر لقول الله تعالى لتفهم: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ).. سيئاتك ستتبدل حسنات لو تبت.
الآيات التي قبلها ترى الله عز وجل يكشف فيها عن أنواع السيئات التي سيبدلها لك، لكن في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَ ثَاماً )، هنا شرك بالله و قتل و زنا !!.. وهي أعلى درجات المعاصي والذنوب وبرغم كل ذلك ستتبدل السيئات لحسنات لو تبت .. أو ندمت .. وقلبك لم يصر على ما فعل أو عاند أو تكبر .
اقرأ أيضا:
بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر.. فلا تظلم أحدًامعنى الندم
عزيزي المسلم، ليس معنى الندم أنك تضيع عمرك في شعور بالذنب، وإنما الندم شعور قلبي مجرد أن تشعر به تكون انتهت الأزمة، غير مطلوب منك أن تظل تفكر في الذنب وتذكره مع نفسك أكثر من ذكرك لله عز وجل و تنفيذ باقي منهجه.
قال تعالى: ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ) وبالتالي لم يقل الله (الذنب أو الندم ).. الله وفقط الذي تذكره كثيراً، وهنا سيبدل ذكره داخلك كل المعاصي، ويتم تمسح الذنوب أولا بأول .. لكن أيضًا عليك الاعتراف بأنك ضعيف ولابد أن تخطيء شئت أم أبيت.
لكن عليك التركيز وتأخذ بكل الأسباب والتحصين قبل الذنب و بعد الذنب .. لأنه بقدر ما يعظم الذنب عندك يصغر عندك الله وتقديرك لمغفرته و رحمته وتصديقك لآياته .. وهنا الخلاصة .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ).