ذكرت الكثير من الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم , وعن صحابته رضي الله عنهم , وعن أئمة المسلمين رحمهم الله بصفة علماء في الظاهر , لم ينفعهم الله بالعلم , ممن طلبه للفخر والرياء والجدل والمراء , وتأكل به الأغنياء , وجالس به الملوك , وأبناء الملوك , لينال به الدنيا , فهو ينسب نفسه إلى أنه من العلماء , وأخلاقه أخلاق أهل الجهل والجفاء , فتنة لكل مفتون , لسانه لسان العلماء , وعمله عمل السفهاء.
وقد رويت محاذير كثيرة وأمور تحذّر من العالم المغتر منها:
1-عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تعلم علما لغير الله , أو أراد به غير وجه الله , فليتبوأ مقعده من النار".
2- وقال جابر رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء , ولا لتماروا به السفهاء , ولا لتجتروا به المجالس , فمن فعل ذلك , فالنار النار".
3- وذكر الصحابي كعب بن مالك , قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من طلب العلم ليجاري به العلماء , ويماري به السفهاء, ويصرف به وجوه الناس إليه , أدخله الله النار".
4- وقال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه".
5- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في آخر الزمان عبّاد جهال , وعلماء فساق".
6- وقال سفيان الثوري: «تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل , وفتنة العالم الفاجر , فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون».
7- وذكر عن التابعي مكحول: «إنه لا يأتي على الناس ما يوعدون حتى يكون عالمهم فيهم أنتن من جيفة حمار».
8- وكان الأوزاعي يقول: " ويل للمتفقهين لغير العبادة , والمستحلين الحرمات بالشبهات".
9- وقال وهب بن منبه: قال الله عز وجل فيما يعاتب به أحبار بني إسرائيل: «تفقهون لغير الدين , وتعلمون لغير العمل , وتبتاعون الدنيا بعمل الآخرة , تلبسون جلود الضأن , وتخفون أنفس الذئاب , وتتقون القذى من شرابكم , وتبتلعون أمثال الجبال من الحرام , وتثقلون الدين على الناس أمثال الجبال , تطيلون الصلاة , وتبيضون الثياب , وتنتقصون مال اليتيم والأرملة , فبعزتي حلفت لأضربنكم بفتنة يضل فيها رأي ذي الرأي , وحكمة الحكيم».
10- وذكر الفضيل بن عياض: " إنما هما عالمان , عالم دنيا , وعالم آخرة , فعالم الدنيا علمه منشور , وعالم الآخرة علمه مستور , فاتبعوا عالم الآخرة , واحذروا عالم الدنيا , لا يصدنكم بشره , ثم تلا هذه الآية: " إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله".. الأحبار: العلماء , والرهبان: العباد , ثم قال: لكثير من علمائكم زيه أشبه بزي كسرى وقيصر منه بمحمد صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟