من صور الموت ما يعرف بموت الفجاءة وهو أن يموت الإنسان بلا مقدمات سواء في حادث سير أو سكتة قلبية أو ما شابه فيفاجأ أهله برحيله فيكثر التندم والتحسر لمن ذهب بلا وداع.
موت الفجاءة من علامات الساعة:
وقد اعتبر بعض العلماء موت الفجأة من علامات اقتراب الساعة، ودليل ذلك حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " :من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة . وصحح الحديث الألباني في السلسلة وصحيح الجامع، وأما عن قول السائل: هل هو خير؟ فجوابه أنه يختلف باختلاف الميت، فالمؤمن والطائع هو له خير، والكافر والعاصي على العكس من ذلك، وقد روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : موت الفجأة راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر .
وقد وفق أهل العلم بين الأحاديث المفيدة للاستعاذة من موت الفجأة، وبين هذا الحديث والأحاديث المفيدة لشهادة بعض من ماتوا فجأة كصاحب الهدم والحرق والغرق والمفيدة لكونه راحة للمؤمن، فذكروا أن موت الفجأة بالنسبة لأهل مراقبة الله المستعدين للموت فيه تخفيف عليهم، وراحة لهم حيث لا ينالون مرضاً.
وأما أصحاب الغفلة الذين يحتاجون للتوبة واستحلال من له حق عليهم، فإنه يخاف عليهم من أن يكون أخذ أسف، حيث لم يتركوا حتى يتوبوا ويستعدوا للآخرة ولم يمرضوا حتى يكفر المرض بعض ذنوبهم.
الاستعاذة من موت الفجاءة:
وقد روي عن النبي بسند فيه ضعف الاستعاذة من موت الفجاءة فروى أحمد في المسند من حديث عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من سبع موتات، موت الفجأة وَمِنْ لَدْغِ الْحَيَّةِ، وَمِنَ السَّبُعِ، وَمِنَ الْحَرَقِ، وَمِنَ الْغَرَقِ، وَمِنْ أَنْ يَخِرَّ عَلَى شَيْءٍ، أَوْ يَخِرَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ وَمِنَ الْقَتْلِ عِنْدَ فِرَارِ الزَّحْفِ. وفي إسناد هذا الحديث مقال، قال الأرنؤوط: إسناده ضعيف، ابن لهيعة ـ وهو عبد الله ـ سيء الحفظ، ومالك بن عبد الله مجهول.