كان أول ظهور للمنافين في غزو أحد، حيث كان الناس مع بعثة النبي صلى الله عليه وسلم " مسلمون ومشركون"، ثم ظهر ضرب ثالث أظهروا الإسلام، وأبطنوا الكفر ، وهم المنافقون، وذلك بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة.
مواعظ وعبر:
قال أحد التابعين: خرجنا على جنازة في باب دمشق ومعنا أبو أمامة- رضي الله عنه- فلما صلي على الجنازة وأخذوا في دفنها.
قال أبو أمامة: " أيها الناس، إنكم أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات، وتوشكون أن تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو هذا، يشير إلى القبر، بيت الوحدة، وبيت الظلمة، وبيت الدود، وبيت الضيق إلا ما وسع الله، ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة، فأيكم لفي بعض تلك المواطن إذ يغشى الناس أمر من أمر الله، فتبيضّ وجوه، وتسود وجوه، ثم تنتقلون إلى منزل آخر فتغشى الناس ظلمة شديدة، ثم يقسم النور، فيعطى المؤمن نورا، ويترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئا، وهو المثل الذي ضربه الله في كتابه، فقال: " أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها.. ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور".
اظهار أخبار متعلقة
حرمان المنافقين من نور المؤمنين:
فلا يستضيء الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضيء الأعمى بنور البصير، ويقول المنافقون للذين آمنوا: "انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا".
وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقين، قال الله: " يخادعون الله وهو خادعهم".. فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور، فلا يجدون شيئا، فينصرفون إليهم، وقد " فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، ينادونهم ألم نكن معكم"، نصلي صلاتكم، ونغزوا مغازيكم؟ " قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم، وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير".
يقول تابعي: «فما يزال المنافق مغترا حتى يقسم النور، ويميز الله بين المؤمن والمنافق».
وذكر أحد العلماء في قوله: "فتنتم أنفسكم" قال: «بالشهوات واللذات» ، " وتربصتم"، قال: بالتوبة ، " وارتبتم" قال: «شككتم» ، " حتى جاء أمر الله لله" ، قال: «الموت» ، " وغركم بالله الغرور" قال: «الشيطان» .