يقول الله تعالى في الحديث القدسي : أنا عند حسن ظن عبدي بي"، فيجب على المرء أن يكون محسنا الظن بالله، فما عن الله خير وأبقى، وهو أكرم الأكرمين.
1-عن شهر بن حوشب، قال: " لما أري إبراهيم عليه السلام ملكوت السماوات والأرض رأى رجلا يعصي الله عز وجل فدعا عليه، ثم آخر، ثم آخر، ثم آخر فدعا عليهم فهلكوا.
فنودي: يا صاحب الدعوة، إني قد خلقت ابن آدم لثلاث؛ أخرج منه ذرية يعبدوني وتلا : " يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي" ، أو يتوب إلى ما بينه وبين الهرم فأتوب عليه ولا تأخذني عجلة العباد أو يتمادى فالنار من ورائه ".
2- وقال العابد إبراهيم بن أدهم : «من أعظم خصلة ترجى للمؤمن أن يكون أشد الناس خوفا على نفسه، وأرجاه لكل مسلم».
3- وقال أيضا: بلغني " أن الله عز وجل أوحى إلى بعض أنبيائه: بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي وما يكابدون في طلب مرضاتي أتراني أنسى لهم عملا؟ كيف وأنا الرحيم بخلقي؟
ولو كنت معاجلا بالعقوبة أحدا أو كانت العقوبة من شأني لعاجلت بها القانطين من رحمتي ولو يرى عبادي المؤمنون كيف أستوهبهم ممن ظلموه، ثم أحكم لمن وهبهم بالخلد المقيم في جواري إذا ما اتهموا فضلي وكرمي ".
4- وذكر ابن السماك الواعظ في مواعظه : «تباركت يا عظيم، لو كانت المعاصي التي عصيتها طاعة أطعت فيها ما زاد على النعم التي تنيلها، وإنك لتزيد في الإحسان إلينا حتى كأن الذي أتينا من الإساءة إحسانا، فلا أنت بكثرة الإساءة منا تدع الإحسان إلينا، ولا نحن بكثرة الإحسان منك إلينا عن الإساءة نقلع، أبيت إلا إحسانا وإجمالا وأبينا إلا إساءة واجتراما فمن ذا الذي يحصي نعمك ويقوم بأداء شكرك إلا بتوفيقك ونعمك ولقد فكرت في طاعة المطيعين فوجدت رحمتك متقدمة لطاعتهم ولولا ذلك لما وصلوا إليها فنسألك بالرحمة المتقدمة للمطيعين قبل طاعتهم لما مننت بها على العاصين بعد معصيتهم».
5- وقال أحد العارين: «من رجا شيئا طلبه، ومن خاف شيئا هرب منه، ما أدري ما حسب رجاء امرئ عرض له بلاء لم يصبر عليه لما يرجو، ولا أدري ما حسب خوف امرئ عرضت له شهوة لم يدعها لما يخاف».
6- وكان عمر بن ذر رحمه الله يقول: " اللهم ارحم قوما أطاعوك في أحب طاعتك إليك: الإيمان بك والتوكل عليك، وارحم قوما أطاعوك في ترك أبغض المعاصي إليك: الشرك بك والافتراء عليك.
قال: فكان بعضهم يقول: إن كان كل ما عصي الله به عظيما؛ فإنه في سعة رحمته صغير ".
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء