مرحبًا بك يا عزيزتي ..
أقدر مشاعرك، وقلبي معك.
فنحن عندما نكون أطفالًا نستجيب لما يلقى داخلنا من الكبار من المجتمع المحيط بنا، خاصة الوالدين والأخوات والأقارب، بالتصديق، كل الصفات التي ينعتوننا بها، "سمراء وقبيحة"، "بليدة"، "وشها يقطع الخميرة من البيت" إلخ، و الأحكام التي يطلقونها علينا "فاشلة"، "نكدية"، "زنانة"، "مش فالحة"، إلخ، نصدق هذا كله عن أنفسنا ونكون من خلاله صورتنا عن نفسنا، وبعدها إما نحب أنفسنا ونقدرها ونحترمها ونفخر ونثق بها، أو نكره أنفسنا، ونحط من قدرها، وتهتز صورتها ومن ثم تهتز ثقتنا في أنفسنا.
فما يحدث في الطفولة يا عزيزتي، ينحتنا، ويبقى معنا كظلنا، وعندما نكبر نصبح مسئولين عن هذه النفس، وتصحيح ما حدث لها في طفولتها، والتعافي من هذه الإساءات التي شوهت صورتنا عن أنفسنا لدينا، وهذا هو واجبك يا عزيزتي الآن.
لا ينبغي أن يكون مستوى وعيك هو نفسه مستوى وعي خالتك، مع احترامي لها.
هي مسئولة عما تراه من وجهة نظره، وهو يخصها وحدها، ولا علاقة له بك، هذا الفصل هو أولى خطواتك، تجاهها أو غيرها كائنًا من كان يصفك بشكل يهز ثقتك في نفسك.
أنت مسئولة يا عزيزتي عن منح نفسك الشعور بالاستحقاق، والتقدير، والاحترام، والحب، والقبول غير المشروط الذي لم يتفهمه أهلك ولم يقدموه لك، ومن ثم لن تسمحي لخالتك أن تعرضك للعرسان هكذا من الأساس فضلًا عن الاعتذار عن لون بشرتك.
هذه الحالة لن تصلي إليها بدون التعافي من إساءات الطفولة، واستعادة ثقتك في نفسك، وحبك لنفسك.
يمكنك فعل هذا يا عزيزتي بمفردك، أو طلب المساعدة النفسية المتخصصة من مرشدة أو معالجة نفسية، حتى يمكنك الحصول على نسختك الأفضل وازالة هذا الران الذي تراكم عليها عبر سنوات الطفولة والمراهقة.
وعندها، ستتزوجين ممن يستحقك بدون عروض مهينة من أي نوع، وستجدين الشريك المناسب بحق، وستتمكنين من عمل علاقة زوجية صحية وسوية، وهذا هو المحك يا عزيزتي وليس مجرد الزواج في حد ذاته، الذي يكون من أخطر ما يكون في حالة اهتزاز الثقة في النفس من حيث معايير الاختيار وقبول الاستباحة أو الاهانات.
صدقي في نفسك ياعزيزتي،وحدثي نفسك عن نفسك إيجابيًا، واقبليها، وطوريها.ودمت بكل خير ووعي وسكينة.