أخبار

"هند بنت عتبة" صاحبة أغرب قصة طلاق قبل الإسلام.. كيف تزوجها أبو سفيان؟

قصة مقام إبراهيم.. لماذا نتخذها مصلى عند الكعبة؟

في ثالث أيام التشريق.. حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات الثلاث.. ومنى تودع ضيوفها

احذر هذا الأمر.. ينسف حسناتك وتصبح هباءً ولو كانت كالجبال

قصة كبش إسماعيل.. من أين جيء به وما صفته؟

ثلاث اختبارات قاسية نجح فيها الذبيح إسماعيل

فاق فرعون.. ماذا فعل النمروذ عند مولد "خليل الرحمن"؟

رسالة إلى من يدعون الفقر حتى "يخذوا العين".. احذروا قلة البركة

بشرى لأمة محمد: "يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفًا بغير حساب"

يريد الله لك الجنة وتأبى ألا تدخل النار.. كيف يحب الله عبده أكثر مما يحب العبد نفسه؟

ما هي الطمأنينة التي تتحقق بذكر الله ؟

بقلم | خالد يونس | السبت 04 سبتمبر 2021 - 10:21 م

التخلص من القلق والتوتر والخوف من المجهول هو غاية الإنسان خاصة في هذا العصر، فالكل يتمنى الوصول إلى حالة طمأنينة النفس وهدوئها والوصول بها إلى السكينة والبعد عن كل عوامل وأسباب الحزن على ما فات أو التوجس مما هو آت.

  وقد أخبر الله تعالى المؤمنين عن مصدر الطمأنينة الذي لا يمكن لشيء في هذه الدنيا أن يسد مسده مهما علت في نظر الناس قيمته ومكانته , فقال تعالى في كتابه العزيز : { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } الرعد/28

ويشرح الشيخ د. عامر الهوشان هذا المعنى فيقول: قال ابن كثير والطبري : أي : تطيب وتركن إلى جانب الله ، وتسكن قلوبهم عند ذكره وتستأنس ، و ترضى به مولى ونصيرًا . تفسير ابن كثير 4/455 وتفسير الطبري 16/432

وقال القرطبي : أي تسكن وتستأنس بتوحيد الله فتطمئن , سواء بالقرآن الكريم كما قال مجاهد وقتادة , أو بأمره ووعده كما ذكر سفيان ومقاتل , أو بالحلف باسمه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما . الجامع لأحكام القرآن 9/315

نعم .. قد يشرق المسلم أو يغرب في هذه الحياة بحثا عن راحة البال وسكون النفس وطمأنينة القلب , وقد يغفل أحيانا عن مصدر الطمأنينة المتمثل بدوام ذكر الله بكافة أنواع الذكر والطاعات , إلا أنه سرعان ما يدرك أن قلبه قد أصبح مضطربا وغير مطمئن , وأن القلق يجتاح كيانه وروحه قبل قلبه وعقله , فيرجع سريعا إلى منبع الطمأنية ومصدر راحة البال .

يواصل د. عامر الهوشان فيقول: إن لحظات من خلوة المسلم بنفسه في زحمة الحياة - التي قد تبعده عن مصدر الطمأنينة ومفتاح السعادة - كفيلة بأن ترده من جديد إلى رحاب الطمأنينة والركون إلى جنب الله , وكفيلة بتبديد ظلمات القلق والهلع الذي قد ينتابه جراء البعد عن ذكر الله تعالى , والركون إلى الدنيا وزخرفها .

زخرف الحياة المادية

وقد ينخدع المسلم أحيانا بزخرف الحياة المادية التي يحياها الناس في الدول الغربية , فيظن أن الطمأنينة تكمن في المال الوفير الذي يؤمن له متطلبات الحياة ومستلزماتها , ولكنه حين يغوص في أعماق حقيقة قلوب ونفوس هذه المجتمعات غير المؤمنة بالله تعالى , يدرك حجم الشقاء النفسي الذي يحيونه , ومقدار القلق الذي ينتاب قلوبهم ويجتاح نفوسهم .

إن نظرة سريعة لآفات القلق التي تفتك بالمجتمعات غير المؤمنة , كفيلة بالدلالة على عظمة هذا الدين , وبالإشارة إلى النعمة الكبرى والجائزة العظمى التي امتن الله تعالى بها على المسلمين , حيث أذن لهم بذكره , ودلهم على مصدر الطمأنينة والراحة والسعادة في الدنيا والفوز والنعيم في الآخرة .

 

آثار مدمرة للقلق


يقول ديل كارنيجي في كتابه الشهير "دع القلق وابدأ الحياة" : إن كل شخص من عشرة أشخاص في أمريكا مهدد بالانهيار العصبي , ومرجع ذلك على العموم هو القلق .... لقد دلت الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أن القلق إنما هو القاتل الفعال للأمريكيين الذين يلاقون حتفهم , فقد قتل القتل في أثناء الحرب العالمية الثانية ثلث مليون مقاتل تقريبا ..... إن الأمريكيين الذين يموتون من جراء الانتحار يفوق عددهم عدد الذين يموتون بال؟أمراض المختلفة مجتمعة !! لماذا ؟ من المؤكد أن الجواب هو القلق الذي يفقدهم وعيهم ويقلب حياتهم إلى جحيم لا يطاق . 22- 28 .

ولا تقتصر نتائج القلق الفتاكة على الأمريكيين فحسب , بل هي تطال معظم الدول الغربية والشيوعية عموما ,  حيث أشارت المعلومات التي أعلنتها "منظمة الصحة العالمية" مؤخرا أن الدول الشيوعية هي الأكثر انتحارا في العالم .

كما أن آخر الإحصاءات عن المنظمة أشارت إلى أن أكثر من (مليون شخص) يقدمون على قتل أنفسهم كل عام ، وهي نسبة تفوق معدلات الوفاة الناجمة عن جرائم القتل العمد والحروب ، فالانتحار هو السبب الرئيس للموت في أوساط المراهقين والبالغين دون سن ال35 .

التقرير أوضح أن عملية انتحار تتم كل 40 ثانية ، وهو ما يمثل حوالي مليون وفاة تحدث سنوياً في العالم ، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلي 1.5 مليون بحلول عام 2020م , وأن شخصاً يحاول الانتحار كل ثلاث ثوان..

كما أن الخبراء يقولون إن الانتحار يشكل ما يقرب من نصف الوفيات العنيفة في العالم، إذ ظهرت حوالي 6003 حادثة انتحار ووفيات غامضة في بريطانيا وايرلندا عام 2003م , وهو ما يفوق عدد حوادث الطرق بأكثر من ثلاث مرات .

وبعيدا عن الأسباب التي يذكرها علماء الشرق والغرب لظاهرة الانتحار الناجمة عن القلق وغيره من الاضطرابات النفسية , من فقر وإدمان على المخدرات , ومشكلات العمل وغير ذلك , فإن السبب الرئيس يتمثل بالفراغ الروحي والإيماني , والبعد عن مصدر الطمأنينة الحقيقي المتمثل بذكر الله تعالى , ومفتاح السعادة الأبدي المرتبط بالعقيدة والإيمان به سبحانه .

 مصدر للطمأنية لا ينضب


ما دامت الطمأنينة هي هدف يسعى كل إنسان في هذه الحياة للوصول إليها , وما دام الله تعالى قد أرشدنا – كمسلمين - إلى مصدر هذه الطمأنينة ومنبعها الذي لا ينضب , فهل يعقل بعد كل ذلك أن يتغافل المسلم عن ذلك المصدر ويحيا حياة مليئة بالقلق وبعيدة عن الطمأنينة ؟!!

أختم بكلمة للشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه الفريد " فن الذكر والدعاء عند خاتم النبيين" يقول فيها : "إن النفس التي يقول الله لها : { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي } الفجر/29 – 30 هي النفس المطمئنة , نفس من طراز خاص , نفس استراحت إلى الله وتعاليمه , وآثرته - سبحانه – على غيره من مغريات المال والجاه , ولم يكن ذلك خاطرا مساورا , بل كان صيغة حياة وتحديد وجهة , وهذا معنى النداء الخالد : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً } الفجر/27-28 .

اقرأ أيضا:

رسالة إلى من يدعون الفقر حتى "يخذوا العين".. احذروا قلة البركة

اقرأ أيضا:

بشرى لأمة محمد: "يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفًا بغير حساب"

الكلمات المفتاحية

ذكر الله الطمأنينة القلق الانتحار النفس المطمئنة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled التخلص من القلق والتوتر والخوف من المجهول هو غاية الإنسان خاصة في هذا العصر، فالكل يتمنى الوصول إلى حالة طمأنينة النفس وهدوئها والوصول بها إلى السكينة