للأسف هناك صفة باتت منتشرة بين المسلمين، هذه الأيام، وهي بالأساس الصفة الأساسية لإبليس والمشركين واليهود، وهي صفة الحقد والحسد والغيرة، إذ ترى كثيرًا من الناس يحقدون على غيرهم بدون داعٍ، وينسون أن الله هو من خيَر البعض على الآخرين، وينسون أن الله عز وجل هو الذي بيده تدبر كل الأمور.
وللأسف هذه الصفات غير المحمودة، كانت السمة الأساسية لإبليس حينما رفض السجود لآدم عليه السلام، قال تعالى على لسان إبليس: «قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ» (الأعراف 12) ، فكأنه تصور أنه الأفضل، ومن ثم رفض تنفيذ أمر الله، فكانت النتيجة أن غضب الله عليه ولعنه وأخرجه من رحماته ليوم القيامة، قال تعالى: «قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ» (ص 78).
الحقد والحسد
أيضًا كان الحقد والغيرة والحسد، هي السمات الأساسية التي جعلت المشركين يمتنعون عن اتباع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فيروى أنه خرج أبو جهل ليلة مستخفيًا من قريش ليستمع إلى النبي صلى الله عليه وسلم في داره وهو يقرأ القرآن، فجلس يستمع من الليل حتى أدركه الصبح، وتسلل عائدًا إلى داره، فجمعته الطريق برجلين من قريش -أبو سفيان، والأخنس بن شريق- فعلا مثلما فعل من الاستماع للقرآن سرًا، فتعاهد الثلاثة على ألا يعودوا إلى الاستماع إلى القرآن، لكنهم رجعوا في الليلة الثانية، وجمعتهم الطريق، فتعاهدوا ثانية، وفعلوا مثل ذلك في الثالثة، وتلاوموا من جديد، وعزموا على عدم العودة..! وراح الأخنس يسأل أبا جهل عن رأيه فيما سمع، فقال أبو جهل: "تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعَموا فأطعمنا، وحمَلوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب، وكنا كفرسي رِهان، قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه؟ والله لا نؤمن به أبدًا ولا نصدقه"!
اظهار أخبار متعلقة
موقف اليهود من النبي
أيضًا لم يرض اليهود باتباع ما جاء على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فقط للغيرة منه، رغم تأكيدهم ويقينهم أن النبي الخاتم، لكن غيرتهم من أن هذا النبي لم يخرج من بني إسرائيل جعلهم يمتنعون عن اتباعه حتى الآن، فيروى أنه بعد الهجرة، حين وصل النبي صلى الله عليه وسلم، للمدينة، ذهب حيى بن أخطب مع شقيقة أبو ياسر بن أخطب للقاء النبى، وطلبا منه النظر بين كتفيه، ورجع حيى بن أخطب وهو من أحبار اليهود، فسأله أخوه: أهو هو؟ " يقصد النبي الموجود في التوراة" قال: هو هو (أي هذا هو النبي)، قال : فماذا تنوى؟ قال: عداوته ما بقيت".