ركّب الله جل وعز في البشر الحرص والرغبة في الدنيا الفانية لئلا تخرب إذ هي دار الأبرار ومكسب الأتقياء وموضع زاد المؤمنين واستجلاب الزاد للصالحين.
ولو ترك الناس الحرص فيها بطلت وخربت فلم يجد المرء ما يستعين به على أداء فرائض الله فضلا عن اكتساب ما يكون النفع في الآخرة ، مع التأكيد أن الإفراط في الحرص مذموم.
فوائد ومواعظ:
1-عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان الحرص والحسد.
2- وقال عبد الله بن المبارك : سخاء الناس عما في أيدي الناس أكثر من سخاء البذل، ومروءة القناعة أكثر من مروءة الإعطاء.
3- وذكر ابن سيرين : إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون.
4- قال الإمام أبو حاتم الدارمي: من لم يكن للحرص أسيرا وأفقر الفقراء من كان الحرص عليه أميرا لأن الحرص سبب لإضاعة الموجود عن مواضعه والحرص محرمة كما أن الجبن مقتلة ولو لم يكن في الحرص خصلة تذم إلا طول المناقشة بالحساب في القيامة على ما جمع لكان الواجب على العاقل ترك الإفراط في الحرص.
5- وقال أيضا: الحرص علامة الفقر كما أن البخل زي المسكنة والبخل لقاح الحرص كما أن الحمية لقاح الجهل والمنع أخو الحرص كما أن الأنفة توأم السفه.
6- ومن جميل حكمه أيضا: لا حظّ في الراحة لمن أطاع الحرص إذ الحرص ما لا يدري أيلحقه أم يحول الموت بينه وبينه ولو لزم الحريص ترك الإفراط فيه واتكل على خالق السماء لأكرمه المولى جل وعز بإدراك ما لا يسعى فيه والظفر بما لو سعى فيه وهو حريص عسى لتعذر عليه وجوده.
7- واختصمت بنو إسرائيل في القدر خمسمائة عام ثم تحاكموا إلى عالم من علمائهم فقالوا له أخبرنا عن القدر وأوجز وبيّن، لتفهمه عنك العوام، فقال : حرمان عاقل وحظ جاهل.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟