والدي توفى وأنا في المرحلة الابتدائية، وقتما كنت لازلت طفلة، وبالرغم من أن كل الأمهات تحمي أولادها وتحافظ عليهم وتربيهم وتمنع أي رجل غريب من تربيتهم، تزوجت أمي رجل غير أبي، سمحت لرجل غريب يربيني ويحل محل والدي الذي لم يكن له مثيل، رفضت الوضع خاصة بعدما أنجبت أخوة لي منه، ومع الوقت ساءت مشاعري تجاهها وتجاهه وتجاه إخوتي منها، هم حاولوا كثيرًا التقرب ولكن غصبًا عني، والدي دوما يقف بيننا ولا أريد أن أغضبه في قبره؟.
(ش. ك)
تجيب الدكتورة غادة حشاد، الاستشارية الأسرية والتربوية:
يا عزيزتي هي أمك وستظل أمك، فإذا لم تستطيعي أن تحبيها، يمكنك مسامحتها على الأقل، زواجها من المؤكد كان بهدف توفير المنزل والامان لك، قد تكون أخطأت الطريقة ولكن يجب أن تعي جيدًا أن وضع الأرملة والمطلقة في المجتمعات العربية يكون صعبًا.
لم تقدري وأنت طفلة أنها كانت تريد أن تكونا تحت مظلة رجل، ولكنك تعاملت معه على أنه سارق لوالدتك، فانعكس ذلك على تصرفاتك معه ومع إخوتك من والدتك، ولعله حاول أن يصل لقلبك ولكنك رفضت.
ولعل أمك حاولت التقريب بينكما ولكنك كطفلة أخذت منها أمها عاندت ولم تستجيبي، ولعل حرص أمك على البقاء بك في بيت زوجها دفعها للقسوة عليك أحيانًا، ولعل ما كنت تتمتعين من العند والطفولة جعلك ترفضين كل محاولات الأهل لإفهامك الوضع الجديد المفروض عليكما ولكنك أبيت.
أتفهم ما كنت تعانينه كطفلة ومقدرة لوعيك البسيط وقتها، وأتفهم وضع أمك الحرج بين ابنه يتيمة ووضعها كأم أرملة شابة.
الله تعالى لن يحاسبنا سبحانه على الحب ولكن سيحاسبنا على أفعالنا، صفي قلبك وسامحيها.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!