مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أتفهم مشاعرك وأقدرها، ولكن السؤال الصحيح هو كيف أتعامل مع نفسي ومشاعرها، كيف أتعامل مشاعر الوحدة هذه؟
لا أعتقد أن خروج الأولاد فقط هو سبب شعورك هذا يا عزيزتي، وحده، فالحقيقة هي أنك بنيت سقفًا عاليًا غير واقعي لاهتمامهم بك في هذه المرحلة، والمنطق والواقع يقول أنهم يفعلون الطبيعي المتوافق مع مرحلتهم العمرية.
نحن غالبًا كآباء وأمهات، وربما الأمهات على وجه الخصوص يتسم تفكيرنا تجاه أولادنا بالمثالية، والتوقعات الحالمة.
أتفهم وأعرف أن مشاعر الوحدة صعبة ومؤلمة خاصة وأن هناك من كان يؤمل منه أن يبعدها عنك.
وأتفهم أن مشاعر الوحدة تجعلك تشعرين بأنك غريبة، ولا أحد يفهمك، ومن ثم أنت أيضًا أصبحت لا تفهمين أبناءك ولا تصرفاتهم، مما يشعرك بالقهر، والعجز، فمعنى غياب الفهم غياب الاستجابة المنشودة، المريحة.
والحقيقة أن الصراخ والتعبير عن الضيق، لن يجدي، بل سيكرس الوضع المزري، والشعور بالوحدة، ولن يحدث أي اشباع للاحتياج المفقود.
الحل هو أن تعبري عن مشاعرك المستاءة ولكن بدون لوم ولا توبيخ ولا غضب ولا عتاب لأولادك، ولكن بالحديث المباشر عن احتياجك لونسهم، ومعاناتك من الوحدة، حرّكي قلب أولادك يا عزيزتي بحنية، فهذا هو ما سيجعل استجابتهم مختلفة.
وهمسة أخيرة في أذنك، فأبناؤنا أبناء الحياة، وجزء من حياتنا ومشاغلنا وليس "كلها"، وغدًا ستكون لهم حيواتهم المستقلة تمامًا، ومن ثم وجب عليك التفكير في أن يكون لديك اهتماماتك الشخصية، ودوائرك الخاصة،- أهل وأصدقاء ومعارف وجيران-، وما يمكنك قضاء وقتك من خلاله وأنت مستمتعة غير فاقدة ولا مفقودة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟