كثير من الناس يشتكون من الزمان الذي نعيش فيه، ويعتبرونه قل خيره، وكثر الخبث والفساد، وغيره من الأمور التي لا يرضاها الدين الحنيف، ولا يعرف هؤلاء أن هذا الزمان أفضل مما يليه.
جاء في حديث الزبير بن عدي رحمه الله، قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال: «اصبروا فإنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم»، وبالتالي فإن ما يجري اليوم ما هو إلا تأويل وتحقيق لما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ولذا وجب علينا الصبر، والالتزام بما جاء به نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، حتى نعبر هذه الفتنة بسلام.
سنوات خداعات
لا تعجل عزيزي المسلم، ولا تجزع، فإن من اتبع سنة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، خرج من هذه الأيام الصعاب فائزًا بإذن الله، فلا يغرنك خداع السنوات، وإنما ليشغلك سنة نبيك صلى الله عليه وسلم وفقط.
فقد روى أصحاب السنن حديث صحيح عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال فيه: «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة».
نسأل الله عز وجل أن نكون جميعًا على الحق، لكن مخافة أن نكون من الروبيضة، علينا بالثبات والصبر، فإنهما النجاة من كل الحيل مهما كانت، وليعلم الجميع أنه بإعمار المساجد، ينتهي هذا الزمن، ويهزم الرويبضة مهما كانت قوتهم، وبالتالي النصر في اتباع ما كان عليه رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم وفقط.
اقرأ أيضا:
8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسناتهنا النجاة
يجب محاربة كل ما له علاقة بالرويبضة مهما كانوا، ليس بالكلام الكثير، وإنما باتباع سنة نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، في الحفاظ على الصلاة في وقتها، وحسن الخلق، والصدق، والتوكل على الله، ولا ننسى أنه صلى الله عليه وسلم هو الذي قال: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدًا كتاب الله وسنتي» خيرًا يجب على كل من يخاف على دينه ودنياه وآخرته أن يقاوم شهوته وشيطانه، وأن يتبع ما جاء النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، للنجاة من النار والفوز بالجنة.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جاء الدين غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء» قالوا: "من الغرباء يارسول الله؟" قال: «هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي».