يخلد الإنسان إلى نومه كل يوم، وهو يتمنى ولو أن هناك طريقة ما يمسح بها ذنوبه كلها، وأن يعود كيوم ولدته أمه، فهل هذا الأمر جائزًا؟.. بالتأكيد هناك بعض الدلالات على ذلك، ولكن كثيرًا من الناس لا يعلمون.
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، غفر الله ذنوبه أو خطاياه ـ شك مسعر ـ وإن كان مثل زبد البحر»، إذن الأمر هين، فقط علينا اتباع سنة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
هنا يكمن السر
يبدو أن السر يكمن في قول لا إله إلا الله، وبالتالي من يقوله فإن الله يغفر له ما كان منه، ففي صحيح البخاري، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ».
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر»، فما طرق عبد أبواب الله مستجيرًا به إلا وقد عفا عنه مهما بلغت خطاياه.
اقرأ أيضا:
ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟صدق النية
أيضًا السبب الثاني الذي يجعل الله عز وجل يغفر لك كل ذنوبك مهما كانت، صدق النية، والتوبة الصادقة، لأن المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور، ولا يجوز تأخيرها.
قال الله تعالى: « قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ » (الزمر: 53).
وقد روى البخاري عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن ناسًا من أهل الشرك كانوا قد قَتَلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا فأتَوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل قوله تعالى: « وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ » (الفرقان: 68)، وكأن الله عز وجل يريد أن يقول للناس كافة، ليس هناك شيء فوق التوبة، فقط نعود إلى الله من فورنا، وبإذن الله يتقبل توبتنا.