أخبار

يكتب بيت الزوجية باسم زوجته .. ويجبرها على التنازل عن مؤخر الصداق.. فما الحكم

هذا هو العام الأصعب في حياة الإنسان

احذر.. مخاطر صحية لتشغيل المدفأة أثناء النوم

كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟

الأمانة دليل إيمانك.. هذه بعض صورها

النبي يقول: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.. هل حق الأم يزيد عن حق الأب ولو كانت ظالمة؟

قصة كبش إسماعيل.. من أين جيء به وما صفته؟

هكذا كان حال الصالحين مع الله.. يعبدونه خوفًا ورغبًا

ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء

متى التمست العذر لصديقك حتى لا تفقده؟

كيف تحفظ إيمانك من الانحراف وتنجو بنفسك من التشتت؟

بقلم | أنس محمد | الخميس 17 اكتوبر 2024 - 10:27 ص

نمضي في كثير من الأوقات بحالة من الشتات الديني والعقلي نتيجة لما نتعرض من الفتن علو واقع حملات التشويه المتعمدة لكل ماهو إسلامي، الأمر الذي يؤدي إلى شيء من الشك في المعتقد والاتجاه إلى مراجعة إسلامنا مرة أخرى وعلاقتنا بالله عز وجل.

ولكن مع هذه الحالة من التشتت هل نحمل ذنبًا ما نتعرض له نتيجة ضعف عقيدتنا، خاصة وأن البعض فينا من يعبد ربه على حرف وربما يتأثر بشكل كبير بما يثار حوله من حملات التشكيك في الإسلام.

ولكن في نهاية الأمر وبعد التفكر بالعقل وبتجرد، لا تجد سوى الله سبحانه وتعالى أمامك، يقودك إليه العقل والفطرة معا، وهو ما حدث مع الأنبياء والمرسلين والصحابة في نهاية هذه الرحلة، الفتي طلبوا فيها الهداية.

والمتأمل في سيرة إبراهيم الخليل سيكتشف بالضرورة أنه لم يكن فقط أسوة حسنة في إسلامه وإحسانه، بل إنه كان كذلك أيضًا في بحثه عن الحقيقة، فقد تحلى بصفات وسار على نهجٍ سديدٍ أَولَى بالنظر والاقتداء، فكيف أرشدنا إبراهيم عليه السلام لهذه الإضاءات في البحث عن الحقيقة، والوصول لمعالم الطريق، لكي يستريح القلب، ويستنير العقل، ويهدأ الفؤاد.

كن مخلصًا:


لابد أن تظهر أولا الإخلاص لله ولا يكن بحثك عن الحقيقة مجرد تكأة للتخلص من التزاماتك الدينية والأخلاقية واتباعًا لهواك، بل على العكس، فإن عليك أن تُسَخر كل حواسك وكل تركيزك على البحث عن إجابة لتساؤلاتك الكبرى: من أنا؟ وكيف خُلقت؟ ومن الخالق؟ وما العلامات الدالة على وجوده؟ ولك في الباحث المخلص سيدنا إبراهيم أسوة حسنة في إخلاصه ونيته الجادة في الوصول إلى الحق، وفي عقده العزم على ألا يترك تساؤلاته دون إجابات تُطمئن قلبه مهما كلفه الأمر.


إني ذاهب إلى ربي سيهدين:


فهذا هو الشعار الذي ينبغي أن تتبناه قبل تحطيم الأصنام وبعده، فأنت تبحث عن رب عظيم لن يتأخر عن إغاثتك وهدايتك إليه، بل سيتقرب منك أضعاف ما تتقرب إليه، حتى تصل إلى أن يملأ كل كيانك ويهدي قلبك، وهذا ما فعله إبراهيم عليه السلام؛ واجه بهذا الشعار قومه والدنيا بأسرها فانظر إلى أي مكانة قد وصل: إنه خليل الرحمن وأبو الأنبياء!



الشك المنهجي:


الأصل في الشك أن يكون منهجيا للوصول للحقيقة الكاملة، وعلى الرغم من أن البعض ينفي عن سيدنا إبراهيم “فضيلة” الشك، فإنهم يقصدون بذلك تساؤله عن كيفية إحياء الله للموتى لا عن مرحلة بحثه عن الحقيقة قبل أن يوحي الله إليه، لقد كان إبراهيم يشك في أن الأصنام هي التي أبدعت هذا الخلق العظيم، ثم شك في ديانات العرب جميعها في زمنه حتى رأى الله عز وجل وآمن به حق الإيمان… فكن مثله إذًا: أن تشك لتصل إلى هدف محدد لا أن يكون شكك عبثيًا، تشك لمجرد الشك، فتبعد عن الحقيقة وأنت تدعي أنك تحاول أن تقترب منها، وتهدم الأصنام لتبني الأوهام!

حطم أصنامك:


حرر نفسك من أصنامك التي من شأنها أن تحبط سعيك إلى الحقيقة دون أن تدري غالبًا، ومنها صنم الهوى الذي سيهوي بك حتمًا لو اتبعته واتخذته إلها، هو وغيره من الأصنام الملحقة به، كالشهرة، والحقد، والانتقام، والفخر، والسلطة، والشهوة،… فإبراهيم الخليل لم يحطم الأوثان إلا بعد أن تجرد من كل الشهوات إلا شهوة المعرفة، فلم يرد عنه قط أنه سعى إلى اعتلاء أية سلطة، مادية كانت أو معنوية، حقيقية أو رمزية، وكان من علامات تحطيمه لأصنامه الذاتية بيعه للدنيا وما فيها، وعدم المبالاة بالموت ثمنًا لوصوله إلى الحقيقة.

اصبر على ما أصابك:


فهذه هي ضريبة السعي للإصلاح، وإن لم تُسَلِّم بذلك فدلني على مصلح من المصلحين لم يصبه الأذى، سواء كان مصلحًا دينيًا أو اجتماعيًا، أو فكريًا، أو علميًا… ذلك أن الإصلاح هو في حد ذاته ثورة على المألوف حتى لو جرت بشكل هادئ واعتمدت على الجدال بالتي هي أحسن، ولذا فقد ابتلي إبراهيم من قومه حتى أنهم ألقوه في حفرة مشتعلة بالنار، فلم يهتم وصبر عليهم حتى خرج منهم نبي آخر، وهو سيدنا لوط عليه السلام.

وطِّن نفسك على الابتلاء الرباني:


نعم، فقد ابتلى الله إبراهيم بكلمات “فَأَتَمَّهُنَّ“[1]، واختبره في ثباته وهو فرد في مواجهة مجتمع جاهلي، وفي حبه لأبيه، وفي ولعه بولده، وفي تركه لزوجته وابنه في الصحراء القاحلة.. فأنت كذلك ستبتلى على قدر إخلاصك لأنك تطلب الحقيقة التي ستنجيك وتهدي قلبك وتسعدك في الدنيا والآخرة، فكيف تتعجل الوصول ولا تصبر عليه وتنتصر على كل الابتلاءات التي تعترض طريقك أو تختبر ثباتك وإصرارك على العثور على الحقيقة التي تريح قلبك وتقنع عقلك؟!

كن إيجابيًا:


وابحث عن الحق بدلا من أن تسارع برفع شعار الإلحاد! فها هو إبراهيم الخليل حين كفر بالأصنام نظر في الكون لعله يجد ما يقتنع بأنه الخالق، ولم يستسلم للسلبية ويزعم أنه بما أن الأصنام لا تصلح أن تكون إلهًا فلا إله، وها أنا قد ألحدت وسأقنع الناس بإلحادي! بل ظل في عملية بحث شاقة عن سر الخلق ومُوجده، تعرض خلالها لأبشع خطر ممكن أن يواجهه الإنسان وهو “الحرق” فلم يتراجع، ولو مات محروقًا لكان شهيدًا، لأنه مطالب بالأصول لا بالحصول أو الوصول؛ أصول السعي إلى الحقيقة، وهي الإخلاص والتفكر والصدق والجدية والتضحية، فهذا يكفيه وينجيه، حتى لو مات قبل الوصول، فهو ملزم ببذل عناية لا بتحقيق غاية.

احتكم لفطرتك:


الإنسان مفطور على الإيمان بالله، والإحساس بوجوده، غير أن البيئة التي ينشأ فيها الإنسان قد تعوقه عن إدراك ما يؤمن به بفطرته النقية، وافعل مثلما فعل إبراهيم الخليل الذي احتكم إلى فطرته بعد أن وجد الواقع يناقضها، فإذا به يخالف كل من حوله، حتى أباه، ويتبع الحق الذي فُطر عليه.

أبو بكر الصديق ودلائل البرهان


نموذج اخر من الصحابة على دلائل الإيمان، فالصديق أبو بكر الذي هو أول الرجال إيماناً كان إيمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم عن دليل وبرهان، فإنه قد صادق النبي قبل أن يبعث وعرف من أخلاقه وشمائله أنه ليس بكذاب وأنه يستحيل عقـلاً أن يعيش رجل أربعين عاماً من عمره لا تعرف عنه كذبه ثم يشرع بعد ذلك في الكذب على الله الذي هو أشنع الكذب. والكذب على الناس، وكذلك علم أبو بكر يقيناً أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم منـزه عن الغرض ويستحيل أن يكون له دخيلة أو يكون ممن يظهر خلاف ما يبطن ولذلك أسرع إلى الإيمان به عن ثقة ويقين، وقد كان لكل أحد وقفة تردد في قبول دعوة الرسول إلا أبا بكر الصديق رضي الله عنه فإنه ما علم أن دعاه النبي إلى الإسلام حتى بادر بالشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما دعوت أحداً للإسلام إلا كانت له إلا أبا بكر..]

وروى الإمام البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [أما صاحبكم فقد غامر فسلم ]، وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك، فقال يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثاً، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر. فسأل أَثَمَّ أبو بكر؟ فقال: لا، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه. فقال: يا رسول الله: والله أنا كنت أظلم مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [إن الله بعثني إليكم، فقلتم كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله. فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها] (رواه البخاري)

والشاهد أن إسـلام الصديق -وهو أول الناس إسلاماً- كان عن يقين ودليل وبرهان تحقق لأبي بكر بفضل الصحبة الطويلة قبل البعثة والمعرفة اليقينية بالرسول صلى الله عليه وسلم، وقـد كان ثبات الصديق على هذا الدين، وضربه المثال الكامل للمؤمن الصديق، وتطبيقه الرائع الفريد لحقائق الدين وقيمه، دليل على صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

إسلام خديجة:


وكذلك كان إسلام أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فإنها قالت للنبي عندما قص عليها خبر ما رآه في الغار وقال لها الرسول: [لقد خشيت على نفسي] ولم يكن الرسول يعلم مَنْ هذا الذي نزل عليه في الغار ولا ما كان يريد.

فقالت خديجة رضي الله عنها له: (لا والله لا يخزيك الله أبداً فإنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعلوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق) (رواه البخاري)

ثم لما ذهبت به إلى ورقة بن نوفل رضي الله عنه وأخبرهما أن هذا هو الناموس الذي نزل على موسى كان هذا شهادة كذلك من رجل عليم بالرسالات.

ومن أجل ذلك كانت خديجة رضي الله عنها أول امرأة أسلمت بل لعلها أول إنسان آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم وكان إيمانها عن دليل وبرهان ولم يكن مجرد تقليد واتباع لزوج.

الكلمات المفتاحية

كيف تحفظ إيمانك من الانحراف الصبر على المصيبة التعامل مع الابتلاء إني ذاهب إلى ربي سيهدين

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled نمضي في كثير من الأوقات بحالة من الشتات الديني والعقلي نتيجة لما نتعرض من الفتن علو واقع حملات التشويه المتعمدة لكل ماهو إسلامي، الأمر الذي يؤدي إلى ش