كثير من الناس للأسف الآن، يتبع في صلاته ما اعتاد عليه، لا ما تعلمه ونقله عن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، وبما أن الصلاة هي الركن الأساسي للدين الحنيف، فإن علينا تعلمها جيدًا، وإتقانها على أكمل وجه ممكن.

ومن ذلك رفع اليدين في التكبيرة، ولمن لا يعرف فهي أربع تكبيرات في الصلاة، عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع من الركوع، وعند القيام من التشهد الأول، فإن حافظت على ذلك فأنت بذلك تتم صلاتك على الوجه الذي كان عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم يفعله.

عن نافع مولى ابن عمر أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: كان إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا قال: سمع الله لمن حمده رفع يديه، وإذا قام من الركعتين رفع يديه، ورفع ذلك ابن عمر إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضا:

رسالة إلى من يدعون الفقر حتى "يخذوا العين".. احذروا قلة البركة

قول العلماء

العلماء يقولون أيضًا، إنه إذا كان المأموم مسبوقًا بركعة أو ركعتين فإنه لا يرفع مع الإمام، وإنما يرفع يديه إذا قام إلى ثالثته هو، وإن لم يجلس للتشهد، كما لو كان مسبوقًا بركعة، لأن السنة إنما جاءت بالرفع عند القيام إلى الثالثة، وهذه ثالثته، وإنما ترك الجلوس للتشهد لأجل متابعة الإمام، فلا يترك ما هو قادر عليه من غير مخالفة لإمامه.
وفي رواية أخرى عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضًا، وقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، وكان لا يفعل ذلك في السجود».

كيفية رفع اليدين

أما عن كيفية رفع اليدين، فيكون إلى حد المنكبين، وقد جاء التصريح بذلك، كما في الحديث السابق عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة».
كما جاء في حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه، وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه، وإذا رفع رأسه من الركوع فقال: سمع الله لمن حمده، فعل مثل ذلك، فالسنة رفعهما إلى المنكبين أحيانًا، وإلى الأذنين أحيانًا أخرى، ليكون المصلي عاملًا بكل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما ما يفعله بعض الناس من مس شحمتي الأذنين عند رفع اليدين، فهو بدعة لا أصل لها.

اقرأ أيضا:

بشرى لأمة محمد: "يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفًا بغير حساب"

اقرأ أيضا:

يريد الله لك الجنة وتأبى ألا تدخل النار.. كيف يحب الله عبده أكثر مما يحب العبد نفسه؟