صديقي غريب الأطوار، محترم وجدع ورجل في الشدة، لكنه يختفى فجأة ومن يظهر وكأن شيئًا لم يكن، ينطوي علي نفسه بالأيام لتجنب أي مناسبة اجتماعية، فقد تكون الرسالة مرسلة له من أسبوع ولايرد عليها مع أنه يكتب كومنتات ولايكات، هل أتجنب التعامل معه حفاظًا على كرامتي أم أبقي الود تقديرًا لمواقفه الجدعة والرجولية؟.

(ي. ع)

 تجيب الدكتور وسام عزت، الاستشارية النفسية والاجتماعية:

الشخصية المنطوية ليست بالضرورة شخصية غريبة الأطوار أو غير لطيفة، بالعكس من الممكن أن تكون ظريفة ومتكلمة وهو ما يظهر في المواقف الاجتماعية التي تطلب ذلك، وهناك أسباب كثيرة لكون هذه الشخصية تتفادى المناسبات الاجتماعية، منها عدم القدرة على التواصل مع الناس بالرغم من أنه يحبهم ويستلطف وجودهم.

 بفضل التطور التكنولوجي أصبح من الصعب الانطواء، أصحبت الحياة مراقبة... الأبليكيشنز تخبر بأن الرسالة تم إرسالها، وتوضح إذا تم قراءتها وتم رؤيتها أم لا، ومتى تم رؤيتها، وهو ما يزيد من المشكلات بين الأشخاص خاصة إذا كانوا أصدقاء، فما هو سبب عدم الرد على الرسالة؟ وسبب عدم معاودة الاتصال.. "وهو المشغول بيخش يعمل لايكات على إنستجرام؟!"، حوارات، ودراما، لناس تحاول تبعد عن الدراما.

لم يعد بإمكان الناس إدراك إن كل شخص لديه قدرة مختلفة على التواصل، سرعاتنا مختلفة، واحتياجاتنا مختلفة، من الممكن أن أحدًا لا يرد عليك، ببساطة لأنه غير قادر على التواصل ليس معك فقط، وإنما هو يفتقد القدرة بشكل عام.

واعلم أن من يفضل الانعزال أو الانطوائية لبعض الوقت هو ليس بمكتئب، وليس لديه كوارث، ولم يكن مشغولًا، وليس بمريض، ولكن ربما كان هذا التوقيت ليس مناسبًا له للتواصل، وتأكد أنه يحبك، ويعتز بصداقتك، ولكنه لا يمتلك القدرة على ارتداء القناع الاجتماعي ويتواصل مع البشر الآن... لأنه منطوٍ.

اقرأ أيضا:

هل كل شيء في حياتنا "قسمة ونصيب"؟