مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك..
عندما تخيرنا الحياة فإننا نكون دائمًا بين سيء وأسوأ منه، وإلا ماكان هناك داع للتخيير، فلو أن الأمر بين حسن وسيء فلن نحتار وسنختار الحسن بكل تأكيد.
لذا، والوضع هكذا لابد من تنحية المشاعر والعاطفة قليلًا، وعمل حسابات مكتوبة، واضحة، ومع أولادك، لمكاسب كل وضع وخسائره، وأثمان كل وضع وما يمكن تحمله ودفعه.
عزيزتي، لا تعطينا الحياة كل شيء، ولكننا نحن من نقرر ما نختار بحيث يكون أقل في الخسائر، ولاشيء يعوض خسارة النفس، لا المال يعوضها، ولا مناصب، ولا جاه، ولا شيء.
احسبي مرة أخرى المكاسب والخسائر لكل وضع، وابق على صحة أولادك النفسية، وسلامهم النفسي، وأنت أيضًا معهم، ابق على أنفسهم آمنة، مطمئنة، هذه هي الأولوية، ووفق هذا قيمي أنت الوضع واختاري معهم القرار، فهذا قرار لا يمكن أن يتخذه بالنيابة أحد عنك.
لا تتخذي قرارًا منفردة، أو تحت أي ضغط من أي نوع، حتى لا تندمي وقت لا ينفع الندم، وتذكري جيدًا وأنت الأم المسئولة، الناضجة، البالغة، الراشدة، أنك مسئولة في المقام الأول عن القرار وتبعاته.
وإن وجدت نفسك عاجزة عن اتخاذ القرار الصحي لك ولهم، فلا بأس أن تتواصلي مع استشاري/ة أسري/ة وجهًا لوجه، حتى يتم دراسة الأمر بعمق، مع التفاصيل التي تغيب عادة عن مثل هذه الاستشارات المكتوبة.
وأخيرًا تذكري، كل فقد يعوض إلا فقد العلاقة الصحية الشافية الآمنة، وكل خسارة تعوض إلا خسارة النفس.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟