الصدق مع الله " افضل  أنواع الصدق ، وأكثرها ثوابا واقترابا للعبد من ربه ولا يحدث  صدق الإنسان مع ربه  إلا إذ تحققت جوانب ثلاثة : الإيمان والاعتقاد الحسَن ، والطاعات ، والأخلاق ، فليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ،

ولا يصل المؤمن إلا مرتبة الصادق إلا إذ حققه على الوجه الذي أراده منه ربه تعالى ، ومنه الصدق في اليقين ، والصدق في النية ، والصدق في الخوف منه تعالى  والصدق في الاخلاص  وليس كل من عمل طاعة يكون صادقا حتى يكون ظاهره وباطنه على الوجه الذي يحبه الله تعالى .

كيف تكون صادقا مع الله؟

الله تبارك وتعالي تحدث عن حال  الصادقين في آية واحدة ، وهي قوله عز وجل : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَة وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْس)

ثم قال سبحانه بعد هذه الأوصاف كلها: (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) البقرة/ 177

اظهار أخبار متعلقة

 الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أكد أنه لا فلاح للمؤمن مع ربه إلا أن يكون صادقًا معه ، والذى صدق مع الله أحياه الله حياةً طيبة ، وأماته مِيتَةً طيبة ، وبعثه يوم القيامة مع المتقين الصالحين في جنات النعيم.

لا يكون العبدالمؤمن صادقا مع الله  إلا اذا آمن به وتوكل عليه حق توكله ، ولا يكون أحدنا صادقًا مع الله إلا إذا عاش بالله ولله وفي الله ، وآمن بذلك اليوم الآخر ، وذكر الله كثيرا }وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ {،}وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ { إلا إذا صدق ما عاهد الله عليه ، ويكون العبد كذلك صادقا مع الله  باتباع النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم الذي جعله الله أسوةً للعالمين وللناس أجمعين.

عليك بهذه الطاعات لتكون  صادقا مع الله

قد يصعب علينا أن نكون صادقين في ألفاظنًا وكلامنا ، ولابد أن نكون صادقين ، ولا ينظر الله إلينا إلا إذا أدخلنا أنفسنا في دائرة الصادقين ، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما يستعرض الذنوب: أيزنى المؤمن ؟ قال: (نعم) ، أيسرق المؤمن ؟ قال: (نعم) ، أيكذب المؤمن ؟ قال: (لا).

ومن الثابت أن الصدق مع الله أعلى من الصدق في كلام الناس؛ فإن كثيرًا ممن لا يؤمن بالله ورسوله أصلاً يحافظون على الصدق في كلامهم ، والمؤمن أولى بهم أن يُدخل نفسه في دائرة الصادقين الظاهرين بل وفي دائرة الصادقين في الباطن ومع الله ، استعن بالله وكن مع الصادقين في الله وبالله.

اقرأ أيضا:

لهذه الأسباب..طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين؟

الله  سبحانه وتعالى وهو يرسم لنا منهج السعادة في الدنيا ، يرسم لنا منهج الفوز والكسب فيها ، يرسم لنا ذلك الفوز الذي يتلوه فوزوهو ما يظهر بشكل واضح وهو ما ظهر بشكل واضح  في قوله : لقد كان لكم في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً "ومن هنا   فلابد من الإيمان بالله ، وهو أمر لا يحدث  التصديق بالجنان بل لابد من العمل بالأركان .. لابد أن تجعل لسانك رطبًا بذكر الله }وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً بالليل والنهار .. في السكون والحركة .. في كل شأن الإنسان ""

وفي هذا السياق يقول الله  تعالى : وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً " لأنهم جهّزوا أنفسهم بالإيمان بالله وباليوم الآخر وجعلوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسوةً حسنة لهم ، وذكروا الله كثيرًا بالليل والنهار ، فلما رأوا الأحزاب" هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ" صدق الله، ومن أجل ذلك لابد عليك أيها المؤمن أن تتخلق بأخلاق ربك حتى تكون عبدًا ربانيًا".

  ومن هنا فالعبد المؤمن مطالب بالسعي الحثيث  ليكون من الصادقين ظاهرًا وباطنا ، فإن كنت كذلك فالأمر لك في الدنيا والآخرة فإن الله مع الصادقين ، والله سبحانه وتعالى يقول }وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ { ، فينبغي عليكم أن تدخلوا في دائرة الصادقين ، فإذا فشلت في أول الأمر كرر المحاولة ، وإذا رأى الله منك الإخلاص الإصرار على الطاعة.