توصلت دراسة إلى أن دواء السكري "الميتفورمين"، قد يساعد النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل على تجنب الولادة المبكرة.

ويرتبط تسمم الحمل بارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، أو وجود بروتين في البول، أو مشاكل أخرى أثناء الحمل.

ويحدث تسمم الحمل المبكر بعد مرور ما بين 26 إلى 32 أسبوعًا من الحمل، وغالبًا ما يؤدي إلى الولادة المبكرة، مما يعرض الأطفال للخطر، ويعاني الجنين من مشاكل صحية عند الولادة وبعدها أكثر من الأطفال المولودين في فترة الحمل الكاملة.

قالت مؤلفة الدراسة الدكتورة كاثرين كلوفر، الأستاذة المساعدة في أمراض النساء والتوليد في جامعة ستيلينبوش بجنوب افريقيا: "الأمهات الحوامل اللواتي تم تشخيصهن بتسمم الحمل قبل الأوان ثم تناولن الميتفورمين بقين حوامل لمدة أسبوع أطول من اللواتي تناولن أقراص وهمية (الدواء الوهمي)".

وأضافت إن "الأسبوع قد لا يبدو كثيرًا ، لكنه يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا بالنسبة للطفل"، وأشارت إلى أنه "في الولادة قبل الأوان، يكون كل يوم يستطيع فيه الطفل البقاء في الرحم مفيدًا".

وتوصلت الدراسة التي نشرت نتائجها المجلة الطبية البريطانية (BMJ) إلى أن الأطفال المولودين لأمهات تناولن "الميتفورمين" يقضين 12 يومًا في المستشفى أقل من الأطفال المولودين لأمهات تناولن الدواء الوهمي.

ولم يفهم بعد كيف ساعد "الميتفورمين" في إطالة فترة الحمل، لكن الباحثين لديهم افتراضات حول أسباب ذلك، وفقُا لوكالة "يو بي آي".

اظهار أخبار متعلقة

يحسن وظائف الأوعية الدموية

وقالت كلوفر: "عندما تصاب المرأة الحامل بمقدمات الارتعاج (تسمم الحمل)، تتأثر بطانة أوعيتها الدموية، وهناك بروتينات محددة أو مؤشرات حيوية تزيد في مجرى الدم. من المحتمل أن الميتفورمين يحسن وظائف الأوعية الدموية ويقلل من هذه المؤشرات الحيوية".

شملت الدراسة 180 امرأة أصبن بتسمم الحمل بين 26 و 31 أسبوعًا من الحمل، نصفهن تناولن الميتفورمين والنصف الآخر دواء وهمي. بينما طال أمد الحمل للنساء اللواتي تناولن "الميتفورمين" لمدة أسبوع تقريبًا أطول من أولئك اللائي لم يتناولنه، لم تكن النتائج ذات دلالة إحصائية.

وقالت الدكتورة إيرا بيرنشتاين، عضو المجلس الاستشاري الطبي لمؤسسة تسمم الحمل، التي ساعدت في تمويل البحث، والتي راجعت النتائج، إن النتائج كانت، مع ذلك، "مهمة بيولوجيًا".

وأضافت رئيس قسم التوليد وأمراض النساء وعلوم الإنجاب في كلية الطب بجامعة فيرمونت لارنر بالولايات المتحدة: "يرتبط كل أسبوع من الحمل بانخفاض كبير في مخاطر الأطفال حديثي الولادة".

وأظهر البحث أن "الميتفورمين" آمن، ولا توجد فروق في مضاعفات الولادة الخطيرة أو الوفيات بين مجموعتي الأمهات أو الأطفال.

ومع ذلك، فإن الدراسة الجديدة لديها بعض القيود. إذ تم إجراؤها في مركز واحد في كيب تاون بجنوب إفريقيا، حيث كانت النساء أكثر عرضة للإصابة بالسمنة وفيروس نقص المناعة البشرية وارتفاع ضغط الدم المزمن.

قالت كلوفر إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث في مجموعات أكبر من النساء لمعرفة ما إذا كانت النتائج تنطبق على مجموعات سكانية أخرى. وأشارت إلى أن الباحثين بصدد إجراء تجربة أكبر تشمل 500 امرأة مصابات بمقدمات الارتعاج (تسمم الحمل) قبل الأوان.

تسمم الحمل والولادة المبكرة

قالت بيرنشتاين إن تسمم الحمل لا يزال مساهمًا كبيرًا في الولادة المبكرة، فضلاً عن وفيات الأطفال حديثي الولادة والأمهات. وأضافت إنه في الولايات المتحدة، تتم مراقبة النساء المعرضات لخطر الإصابة بتسمم الحمل عن كثب وغالبًا ما يتناولن الأسبرين يوميًا لتقليل فرص تعرضهن لمضاعفات الحمل الخطيرة هذه.

إذ أنه غالبًا ما يتم علاج النساء المصابات به بأدوية لخفض ضغط الدم ومراقبتهن. وشددت على أن أفضل طريقة للبقاء في طليعة ما قبل تسمم الحمل هي الحصول على الرعاية الروتينية قبل الولادة، وقيام الطبيب بفحص ضغط الدم خلال هذه المواعيد.

قالت بيرنشتاين إن مقدمات تسمم الحمل غالبًا ما تأتي في صمت. وأشارت إلى أن "بعض النساء قد يعانين من صداع أو تورم سريع وزيادة الوزن، ولكن يمكن أن يحدث هذا أيضًا في الحمل الطبيعي".

الدكتور إران بورنستاين نائب رئيس التوليد وأمراض النساء في مستشفى لينوكس هيل بنيويورك وصف النتائج بأنها "مثيرة للاهتمام ومبتكرة"، لكنه قال إن هناك حاجة لمزيد من الدراسة لاستخلاص أي استنتاجات حول الدور المحتمل للميتفورمين في علاج تسمم الحمل المبكر.

وأضاف: "يجب استخدام هذه النتائج لتكوين فرضيات وتشجيع المزيد من البحث لتقييم كل من الإمكانات السريرية لعلاج مقدمات الارتعاج وكذلك الآلية المعقولة لملاحظتها".