كثير منا يهذي في مجلسه.. فكيف بنا نتبرأ من هذا الهذيان؟.. بالتأكيد علمنا رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، كيف نتعامل مع المواقف المختلفة، ومن ذلك، أننا إذا جلسنا في مجلس ما، ووقعت منا بعض المعايب، ماذا نردد لنخرج من ذلك.
فقد روى الترمذي عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن جلس في مجلِس، فكثُر فيه لَغَطُه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك - إلا غُفِر له ما كان في مجلسه ذلك».
إذن هي بضع كلمات بسيطة لكنها قد ترفع عنا أذى لا يمكن تحمله، كما تبين مدى عفو الله عز وجل عنا، ومحبته لنا، حتى في أوقات عصياننا.
اظهار أخبار متعلقة
آداب المجالس
عزيزي المسلم، ليعلم جميعنا أن للمجالس آداب، يجب علينا جميعًا تعملها، حتى لا نخرج منها بذنوب لا قبل لنا بها، فقد روى الترمذي عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليُسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، ثم إذا قام فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة»، أيضًا على من حضر المجلس أن يجلس حيث ينتهي به المجلس.
فقد روى الترمذي عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهي، وهو ما أكده القرآن الكريم، قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ » (المجادلة: 11).
الجليس الصالح
أيضًا من آداب المجالس اختيار الجليس الصالح، فإذا اختار العبد جليسه الصالح قبل الجلسة، لاشك لا يمكن له الوقوع في خطأ ما يستوجب منه التوبة أو الإنابة، لأنه بالأساس كان في ذكر ومعية الله، طالما جالسه صالحًا.
في الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إنما مَثَل الجليس الصالح والجليس السُّوء، كحاملِ المسك ونافخ الكِير، فحامل المسك؛ إما أن يُحذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير؛ إما أن يُحرِق ثيابَك، وإما أن تجد ريحًا خبيثة»، أيضًا يستحب في المجالس ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله في المجلس ولو مرة.
فقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما جلس قومٌ مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يُصلوا على نبيِّهم، إلا كان عليهم تِرَةً، فإن شاء عذَّبهم، وإن شاء غفَر لهم».