يسأل البعض: ما هو التدين الحقيقي ؟ .. وكيف تعرف الانسان المتدين من وسط الخلق؟.
ليعلم الجميع أن التدين هو الخضوع لله ، ولا يخضع لله من لا يعرفه، والخضوع لله يعني الانقياد لله وتنفيذ أوامره ومقاصده، والوصول لهذا الخضوع لا يكون بمعرفة عدد الأوامر والنواهي وما يريد الله منا أن نفعله بل التدين يريد قوة دافعة لتحقيق هذه الأوامر والنواهي وهي الخضوع لله الذي يتحقق بالتعرف على جمال وجلال الله فينطلق القلب في مرضاة الله، ونعرف الإنسان المتدين من وسط الخلق بخلقه، فمن مسؤولية المسلمين جميعاً أن يبينوا للعالم كله ما هو الإسلام الذي ارتضاه لعباده، وما معنى كلمة دين، وكيف أنها لا تترجم ولكن تشرح معانيها، ليكون الشرح جزءاً من التعريف بدين الإسلام.
الغاية من الإسلام
التدين الحقيقي، ليس بالمظاهر بالتأكيد، وإنما الإخلاص لله عز وجل في كل أحوالنا، فكيف لمؤمن أن يكون نقيًا وهو يتعامل مع الناس بقسوة، أو أن يستحل ما حرم الله، ومن ثم فإن الإسلام، يعني الدعوة إلى الله ورسوله وتبليغ الإسلام وتعهد الناس كافة عليه، لإخراجهم من الظلمات إلى النور، ومن النار إلى الجنة بإذن الله تعالى، وجهاداً في سبيل الله، وسائر المسؤوليات التي وضعها الله أمانة في عنق الأمة المسلمة.
قال تعالى: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ» (آل عمران:110).
اقرأ أيضا:
لماذا لا ينام أهل الجنة.. ومتى يرتاحون؟الأخلاق وحسن التعامل
التدين إنما هو الأخلاق وحسن التعامل مع الغير، وليس فقط كثير العبادة والتردد على المساجد.
فقد جاء رجل ليزكى شاهداً عند عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، ويشهد له بالصلاح، فسأله عمر فقال له: أوَ تعرفه؟، قال الرجل: نعم، قال عمر: لعلك جاره الذى يرى مدخله ومخرجه؟، قال الرجل: لا، قال: لعلك صحبته فى السفر الذى يُعرف به أخلاق الرجال؟، قال الرجل: لا، قال: لعلك عاملته بالدرهم والدينار الذى يُعرف به ورع الرجال؟، قال الرجل: لا، فقال عمر: لعلك رأيته فى المسجد قائماً يصلى يهز رأسه بالقرآن ويركع مرة ويسجد أخرى؟، قال الرجل: نعم، فقال له عمر: اذهب فإنك لا تعرفه… هكذا اختصر الفاروق -وهو من هو- حقيقة التدين الحقيقي، في أن الرجل يُعرف بتعامله مع الناس وليس مظاهره الدينية، التي هي بالأساس علاقة خاصة بينه وبين الله عز وجل وفقط.