مرحبًا بك يا عزيزتي..
هو تغيّر كما ذكرت في رسالتك، وأنت أيضًا!
لاشك أن عمر الـ 17 يختلف كليًا، عن عمر الـ 26 ، كنت "مراهقة"، وأصبحت راشدة، وناضجة، وكنت في المرحلة الثانوية، وأصبحت خريجة جامعية، تعمل، وناجحة في عملها، لقد خرجت إلى الحياة، الحقيقية، بسعتها، ونضجك.
نضجت يا عزيزتي، وازددت خبرة في الحياة، والعلاقات، والتعاملات، ومعرفتك بنفسك، كما أصبحت أيضًا تشعرين بالتحقق، واقتربت من نفسك، وعرفت ما يميزها، وما تحبه، وما تريده، وهذا كله لم يكن من قبل، وما أراه أن خطيبك يريد نسختك "القديمة" التي عمرها 17 سنة، ويعتقد أنها ما زالت موجودة، ولابد من إحكام السيطرة عليها، وهوهنا بالطبع واهم، ومخطيء، وغير مدرك لما حدث من تغييرات.
إذًا ما الحل؟
الحل هو أن يعي خطيبك أنك نسخة مختلفة، وأن نسختك الحالية هي من سيرتبط بها، ومن ثم عليه أن يعيد كل حساباته، ويتعامل مع هذه النسخة، ويصدق مع نفسه، ويقرر امكانية الارتباط بهذه النسخة بدون اجراء تعديلات واجبة من وجهة نظره من عدمه.
لابد أن يدرك هذا كله، ويعرف ما ذكرته عن نفسك، ويوافقك عليه وتتم الزيجة على هذا الأساس، أو لا يوافق، ولا تتم الزيجة، ويوفق الله كلًا منكم مع من يناسبه، ويرزقكم من سعته!
نعم، فالمكاشفة، والمصارحة، والقبول، من أساسيات العلاقة الزوجية السوية، لابد من الرضى التام، والموافقات، والاتفاقات، والوفاء بها، والانسجام، وعدم غصب طرف من جهة طرف على أمر جوهري لا يريده، ولا التعويل على تغيير طرف لطرف بعد الزواج، فلا أحد يتغير من أجل أحد، وليس واجبًا عليه من الأساس.
ما دمت متأكدة أن من وصفتها هي أنت، وهذه شخصيتك، وحقيقتك، فاختاري شخصًا يقبلها، وما دام خطيبك لديه إصرار على صورة أخرى فليبحث عنها في فتاة أخرى بهذه المواصفات التي يريدها، وسيجد الكثيرات، هكذا تكون الاختيارات، والحرية مكفولة لكلاكما، وليس أحد منكم مخطيء في اختيارته والآخر مصيب، كلاكما "حر" وعليه فقط أن يجد من يتوافق معه، بدون إرغام، ولا تغيير.
أما والدتك، فلابد أن تجلسي معها، وتحدثيها عن امكانية تحمل أي خسارة إلا خسارة فقدك في علاقة مؤذية، تدخلك المستشفى وأنت مخطوبة، فما الذي يمكن أن يحدث بعد الزواج؟
ما أراه أن حديثك العاطفي مع والدتك سيقنعها، خاصة أنه حقيقي وعليه شواهد.
وفقك الله إلى زيجة أنسب، وشريك أكثر توافقًا، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟اقرأ أيضا:
والدي يقول لي أنني ملكية خاصة به وأجبرني على خدمته منذ طفولتي.. ما الحل؟