يعاني العديد من المرضى الذي يخضعون لجراحة استبدال مفصل الركبة من ألم شديد يجعلهم يحصلون على المسكنات التي تحتوي على مواد "أفيونية" والموصوفة طبيًا، لكن دراسة حديثة قالت إن الوخز بالإبر أثناء العملية قد يساعد في تقليل الألم دون زيادة خطر الإدمان.

وخضع 41 شخصًا لعملية استبدال مفصل الركبة باستخدام بروتوكول التخدير القياسي، بالإضافة إلى الوخز بالإبر الكهربائية، الذي يتضمن إمداد تيار كهربائي إلى إبر رفيعة لاستخدامها في الوخز أثناء الجراحة.

بالإضافة إلى الإبلاغ عن ألم أقل، تناول 65 في المائة من الأشخاص الذين تلقوا الوخز بالإبر أثناء جراحة الركبة جرعات منخفضة من المواد الأفيونية من 15 حبة أو أقل، أو لم يحصلوا تمامًا على مواد أفيونية لمدة 30 يومًا بعد الجراحة، مقارنة بـ 9 في المائة فقط أبلغوا عن الاستخدام المنخفض لها.

وعرضت نتائج الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأطباء التخدير بكاليفورنيا. لكن الأبحاث المقدمة في الاجتماعات الطبية تعتبر أولية حتى يتم نشرها في مجلة محكمة.

الوخز بالإبر في جراحات استبدال المفاصل

ويدرس الباحثون استخدام الوخز بالإبر في أنواع أخرى من جراحات استبدال المفاصل.

وقالت مؤلفة الدراسة، الدكتورة ستيفاني تشينج: "لقد ظل وباء المواد الأفيونية في الأخبار وفي أذهاننا لسنوات، وقد خلق حاجة ملحة لنا للبحث عن بدائل لآلام ما بعد الجراحة، ويمكن أن يكون الوخز بالإبر خيارًا جذابًا".

وأضافت تشينج، أستاذ مساعد التخدير السريري في كلية الطب وايل كورنيل بنيويورك، إن الوخز بالإبر قد يخفف الألم عن طريق تحفيز إفراز الإندورفين في الجسم أو المواد الكيميائية التي تساعد على الشعور بالرضا.

وتابعت: "يهتم المرضى جميعًا عندما يُسألون عما إذا كانوا يريدون تجربة الوخز بالإبر للمساعدة في الألم. اسأل جراحك عما إذا كان يعمل مع أخصائي علاج بالوخز بالإبر طبيًا".

اقرأ أيضا:

دراسة تكشف عن العلاقة بين رائحة الطعام والسمنة

تخفيف آلام ما بعد الجراحة

وقال الدكتور نيكولاس بيوزي، مدير أبحاث الجراحة الترميمية للبالغين في قسم جراحة العظام في كليفلاند كلينك، إنه حان الوقت للتفكير خارج الصندوق عندما يتعلق الأمر بتخفيف الآلام بعد الجراحة.

وأضاف: "لدينا مشاكل صحية كبيرة مع تعاطي المواد الأفيونية وإساءة استخدامها، لذا فإن أي شيء يمكننا القيام به للتخفيف من هذه المشكلة هو موضع ترحيب".

ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات قبل أن يصبح الوخز بالإبر أثناء الجراحة معيارًا للرعاية، كما أشار بيوزي.

وأوضح: "سيتعين علينا تقييم القيمة المضافة للوخز بالإبر استنادًا إلى الوقت والتكلفة والموارد، مقارنة بالنُهج الأخرى التي قللت من استخدامنا للمواد الأفيونية".

قال بيوزي: "اليوم، يتلقى معظم الناس نوعين أو أكثر من التخدير أثناء جراحة استبدال المفاصل، مثل كتلة العمود الفقري مع كتل الأعصاب الموضعية التي تستهدف مناطق محددة".

وأضاف: "بالطرق الحالية، يعود الناس في معظم الأوقات إلى منازلهم في اليوم الأول بعد الجراحة، والألم يمكن تحمله إلى حد كبير".

لكن الآخرين قد لا يكونون محظوظين جدًا ويحتاجون إلى تخفيف الآلام بعد الجراحة. وقال بيوزي، إن "المواد الأفيونية هي مسكنات كبيرة للألم ولها دور تلعبه عندما يتم تناولها لفترة زمنية مناسبة وبالكمية المناسبة".