أوصانا الله عز وجل بالكثير من الوصايا الجميلة، إلا أن الكثير منا للأسف يتغافل عن مثل هذه الوصايا، ولا يعمل بها، بل يجهل بها البعض من الأساس، وهو أمر لو تعلمون عظيم، أن نجهل عن وصايا رب العالمين!

لكن على الأقل علينا أن نعرف ما هي أعظم الوصايا الربانية، حتى نلتزم بها، وهي لاشك وصية تقوى الله، فاتقوا الله عباد الله، فإنها وصية الله تعالى: « وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ » (النساء: 131).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فقال: « يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليه.. رفعت الأقلام وجفت الصحف»، هكذا تكون الوصية الناجعة التي يجب أن يعمل بها الجميع.

كيف تحفظ الله؟

لكن كيف يحفظ المرء المؤمن الله؟.. بأن يحفظ حدوده، وحقوقه، وذلك بالوقوف عند أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتناب، فمن فعل ذلك، فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم الله في كتابه. قال تعالى: « هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ » (ق: 32، 33).

أيضًا ليعلم الجميع أنه من أعظم ما يجب حفظه من أوامر الله الصلاة، وقد أمر الله بالمحافظة عليها، فقال: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » (البقرة: 238)، وهو ما أكده النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فقال: «خمس صلوات كتبهن الله - عز وجل - على العباد ، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن ، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه ، وإن شاء أدخله الجنة».

اقرأ أيضا:

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

أن يكون الله تجاهك

تصور عزيزي المسلم، بمجرد أن تحفظ الله يحفظك، وتجده تجاهك، أي أن تجد الله معك على أي حال فالله يحفظك ويعينك وينصرك ويؤيدك قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ » (النحل: 128)، ومن ثم فإنه من يتق الله فهو حسبه، ومن كان الله معه، فمعه الفئة التي لا تغلب أبدًا، ومعه الحارس الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل أبدًا.