أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في وقت مبكر السبت، أول مهمة من نوعها تستهدف ثمانية كويكبات غامضة، وهي واحدة من أكثر الرحلات الفضائية التي تم التخطيط لها تعقيدًا على الإطلاق.

وانطلق المسبار الفضائي "لوسي"، الموجود داخل كبسولة شحن خاصة، من قاعدة كيب كنافيرال الجوية في فلوريدا على متن الصاروخ (أطلس في) من تحالف الإطلاق المتحد، وهو مشروع مشترك بين شركتي بوينج ولوكهيد مارتن.

وسيقوم المسبار بالدوران حول الشمس بالقرب من الأرض لمدة ثلاث سنوات لاستخدام جاذبية الكوكب في تعزيزين للسرعة ليخرج في النهاية من خلال النظام الشمسي.

والهدف من المهمة الفريدة من نوعها - وفقًا لوكالة "ناسا"- هو التعرف على كويكبات طروادة المظلمة الغامضة أمام كوكب المشتري وخلفه في مداره على بعد حوالي 400 مليون ميل من الأرض. وتعتقد الوكالة أن أحصنة طروادة تعود إلى بداية النظام الشمسي.

قال كيث نول، العالم في وكالة "ناسا"، في مؤتمر صحفي: "لقد علمنا أن أحصنة طروادة لا علاقة لها بالمشتري وأقماره ، باستثناء أنه تم التقاطها بواسطة جاذبية المشتري".

أضاف: "لذا، فإن هدف لوسي هو محاولة فهم كيف وأين أتت أحصنة طروادة، لكننا على يقين من أنها ليست في أي مكان بالقرب من المشتري".

مهمة المسبار

قالت جيسيكا لونسبري، مهندسة أنظمة مشروع "لوسي" بوكالة "ناسا"، إن المسبار سيعيد إرسال بيانات وصور الكويكبات.

وأضافت: "هذه الصور تأتي باللونين الأسود والأبيض والملونة. سنرى أيضًا بيانات درجة الحرارة ورسم خرائط للسطح، وبالتالي سنكون قادرين حقًا على فهم الجيولوجيا، وخصائص سطح هذه الكويكبات."

ومن المقرر أن تستمر مهمة المسبار 12 عامًا، وتبلغ تكلفة الرحلة منذ بداية التخطيط لها في عام 2017 981 مليون دولار.

فكرة المسبار

قامت شركة لوكهيد مارتن ببناء المركبة الفضائية، بينما قام المهندس براين سوتر، بتصميم المسار.

قال سوتر: "عندما طلبوا مني رسم مسار دراسي لدراسة كويكبات طروادة، كان الأمر أشبه بإلقاء شخص أحجية على مكتبي بآلاف القطع لأن هناك 5000 حصان طروادة".

وأضاف إنه طلب من مديري البعثة تضييق نطاق القائمة إلى أفضل الأهداف، وانتهى به الأمر مع 20 كويكبًا، بعضها ضارب إلى الحمرة قليلاً وبعضها رمادي.

استخدم جدول بيانات بسيط للأرقام (إكسل مايكروسوفت)، لرسم موقع وحركة أحصنة طروادة وتحديد كيف يمكن لمركبة فضائية زيارة العديد منها.

قال سوتر: "في البداية، اعتقدوا أنه يمكننا دراسة كويكبين، وفكرت أنه ربما إذا كنت محظوظًا، يمكنني مضاعفة هذا العدد ويمكننا عمل أربعة. انتهى بنا المطاف مع ثمانية".

اقرأ أيضا:

من أين جاءت أرقامنا العربية؟ ولماذا تركنا أرقامنا الحقيقية للإنجليزية؟

قصة اسم لوسي 

استمدت المهمة اسمها من الهيكل العظمي البشري المتحجر "لوسي" الذي عثر عليه في إفريقيا في عام 1974 والذي قدم رؤية فريدة لتطور البشرية، وفقًا لوكالة "ناسا".

وسمي أحد الكويكبات في البعثة على اسم عالم الأنثروبولوجيا القديمة الأمريكي دونالد جوهانسون، وهو أحد رجلين عثرا على حفرية لوسي في إثيوبيا.

ستقوم لوسي أيضًا بزيارة نظامين اثنين من الكويكبات ، وهما في الواقع كويكبان مزدوجان يدوران حول بعضهما البعض أوريباتيس وباتروكلوس.

قال فيل كريستنسن، المحقق الرئيسي في المهمة من جامعة ولاية أريزونا: "أعتقد أن الشيء الذي نحن على يقين منه هو أننا سنفاجأ. الإثارة أننا نستكشف".