أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالجار، ونبّه لما له من الحقوق، لأن كفر العشرة من الجار، كفر للمعرفة وإفساد للعشرة وفساد للصدور.

وقال أحد الصالحين: مات رجل من جيراني، فرأيته في المنام وهو على زيّ أهل النار، ثم رأيته بعد ذلك وهو في الجنة، فقلت له: بماذا؟ قال: دفن عندنا رجل من الصالحين فشفع في أربعين من جيرانه، فكنت أنا من جملتهم.

اقترب من الله:

1-أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، عجباً لمن أحبني، كيف يهوى قلبه سواي.. يا داود، قل لبني إسرائيل، لو رأيتم الجنة وما أعددت فيها لأوليائي من النعيم المقيم لما ذقتم طعاماً بشهوة، أين المشتاقون إلى لذيذ الطعام والشراب؟ أين الذين جعلوا موضع الضحك بكاء خوفا مني؟ فطالما صلوا والناس نيام.
يقول الله تعالى: يا داود، وعزتي وجلالي إني رضيت عنهم، ولولاهم ما رضيت على أهل الدنيا.
2- وقيل: أوحى الله تعالى إن داود عليه السلام: يا داود، نح على نفسك وكن كأنك أحضرت في القيامة، فلما حاسبتك رددتك إلى الدنيا وقلت لك: اعمل صالحاً أشكرك عليه.
يا داود، قل لبني إسرائيل: لو أمتكم ثم بعثتكم، ثم بعثتكم وأريتكم القيامة، ثم رددتكم إلى الدنيا ما ازددتم إلا خسارا.
3- وحكي عن بعض الصالحين رضي الله عنه أنه رأى أستاذه في النوم، فقال له: أي الحسرة أعظم عندكم؟ قال: حسرة الغافلين.
4- وقال بعض الصالحين رضي الله عنهم: مررت بساحل البحر، فرأيت صياداً بصيد السمك وإلى جانبه ابنه، وكلما صاد سمكة تركها في قفته فيأخذها الصبي فيرميها في البحر.
 فالتفت الرجل فلم ير شيئاً، فقال لابنه: لأي شيء فعلت بالسمك كذا ألقيته في البحر؟ وما حملك على هذا؟ ومن علمك ذلك؟ قال: يا أبت، أليس سمعتك تقول: لا تقع سمكة في شبكة صياد إلا إذ غفلت عن ذكر الله، فلا حاجة لنا شيء ممن يغفل عن ذكر الله تعالى. فخرج الرجل هائماً على وجهه وتاب إلى الله تعالى.
5- وقيل: إن عابدا من عباد بني إسرائيل قال: إلهي، عصيتك فلا تؤاخذني، فأوحى الله تعالى إلى نبي ذلك الزمان: أخبره كم نعمة لي فيه وهو لا يدري قساوة قلبه، وجحود عينه عقوبة مني لو غفل.
6- وكان الربيع بن خيثم قد حفر له قبراً في داره لنفسه، وكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيه واضطجع ومكث ساعة، ثم يقول: رب ارحمني لعلي أعمل صالحا فيما تركت، ثم يقول: يا ربيع قد رجعت فاعمل قبل أن لا ترجع.

اقرأ أيضا:

هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟