من أسوأ الناس في التعامل معهم هؤلاء الذين يخافون من الحسد، لأنه قد يكون لديه صفات أخرى غير سوية مثل:

١- الكذب: فهم يضطرون للكذب حتى يخبئون أي شيء في ظنهم من الممكن أن يحسدهم، فيكذبون ويتحروا الكذب كثيرًا.


٢- يكون لديهم دومًا سوء ظن شنيع .. لأنهم يعيشون تحت ظل نظرية المؤامرة وأنهم مركز دوران الكون، فأي كلمة طيبة يقولها أحدهم تكون فورًا (حسد)، وأى نقد يكون لاشك (غيرة) من وجهة نظرهم..


٣- دائمًا ما يدعون الهم والحزن والنكد والألم المتواصل، وهذا يجعلهم يرون أى شخص يتألم كأنه يبالغ لأنهم يتخيلون أن كل الناس مثلهم.

غيرة وغل

مثل هؤلاء يحملون الكثير من الغيرة والغِل الشديد تجاه أى شخص لديه أي شيء طيب أو حسن أو أكثر منهم.. ببساطة لأنهم يتخيلون أن هذا هو الظاهر من النعمة وأن الآخرين أكيد يخبئون الأحسن.. نعم الحسد والعين حق لكن نوع الشخصية هذا مؤذي جدًا، فاللهم عافنا واعف عنا من مثل هؤلاء..


الحسد والغِل هو صفة إبليس اللعين، وهو أول معاصي بني آدم في الأرض، وسبب أول قتل في الأرض، وهي خصلة اليهود المذمومة في القرآن الكريم، قال تعالى: « أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ » (النساء: 54)، وما ذلك غلا لأنه مرض قلبي خطير، يناقض الإيمان، لذا يقول نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: «لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد»، فلنحذر من مثل هؤلاء على الدوام.

اقرأ أيضا:

معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكم

تطهير القلوب

وقد نادى الإسلام والشرع الحنيف، كثيرًا بتطهير القلوب من الرياء والغل والحقد والحسد، لأنها أمور تقضي على المجتمعات سريعًا، فالحسد له أثره العظيم على تخلف المجتمعات.

ولذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «دب إليكم داء الأمم: الحسد والبغضاء، وهي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين»، وما ذلك إلا لأن الحسد ناتج عن البغضاء، وسبب لها، وهو ينافي أصل الأخوة الإيمانية، وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

 لذا تأمل قول المولى سبحانه وتعالى مادحاً المؤمنين: « وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ » (الحشر: 10)، فكن من هؤلاء وابتعد عن طريق المرضى الذين يتتبعون أخبار الناس ليس إلا لسبب واحد وهو الحسد والغل والعياذ بالله.