بعض الناس، حينما يدخل في صلاة الجماعة، وبمجرد أن يبدأ الإمام في التكبير، ينشغل هو بأمور أخرى، مثل السواك، أو الدعاء، وينسى تكبيرة الإحرام وأهميتها.

يقول الإمام ابن عثيمين: «إن السنة أنه إذا كبر الإمام أن تبادر و تكبر حتى تدرك فضل تكبيرة الإحرام، ولا تنشغل لا بسواك ولا دعاء»، وقد ثبت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إذا كبر فكبروا »، والفاء هنا تدل على الترتيب و التعقيب ، يعني : من حين أن يكبر و ينقطع صوته من الراء بقوله : ( الله أكبر ) فكبر أنت ولا تشتغل لا بدعاء و لا بتسوك و لا بمخاطبة من بجانبك ، فإن هذا يفوت عليك إدراك فضل تكبيرة الإحرام.

فضل تكبيرة الإحرام

ولو علم كل مسلم، فضل تكبيرة الإحرام، ما تأخر عنها إنسان قط، مهما كانت ظروفه، فهي الفاصلة بين الحياة العادية والدخول في الصلاة، ومن ثم فإن الدخول في الصلاة يعني الخروج من كل شيء مهما كان، والتركيز فقط في أنك بين يدي الله عز وجل.

يدل على ذلك، حديث أبي حميد الساعدي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة استقبل القبلة، ورفع يديه، وقال: « الله اكبر »، ويرى جمهور الفقهاء (المالكية والشافعية والحنابلة) أن هيئة تكبيرة الإحرام هي: أن يقول المسلم إذا وقف لأداء الصلاة معلنًا افتتاحها فيقول: (الله أكبر) بعد أن يرفع يديه حذو منكبيه أو حذو شحمتي أذنيه.

اقرأ أيضا:

معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكم

ماذا تقول عند تكبيرة الإحرام؟

أما ماذا تقول عند تكبيرة الإحرام، فقد بين العلماء، أن القول الراجح وهو ثابت عن الرسول لأكرم صلى الله عليه وسلم، في الصحيحين وغيرهما، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟) قال: «أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلـج والبرد).

كما ورد بصيغ أخرى منها: (سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ وتبارَكَ اسمُكَ وتعالى جدُّكَ ولا إلَهَ غيرَكَ»، وهناك صيغة أخرى كأن تقول: «وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماواتِ والأرضِ حنيفًا وما أنا من المشركين. إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أُمِرتُ وأنا من المسلمِين».