بقلم |
محمد جمال حليم |
الاثنين 01 نوفمبر 2021 - 08:40 م
تبين مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الأسرية والتربوية أن الإنسان يبلغ أحيانا لمرحلة يشعر فيها أن الحيرة أصبحت أسلوباً لحياته لا يمكنه الانفصال عنها ولا سبيل للتغلب عليها. وتضيف أنه فى الحقيقة الحيرة لا تتعلق فقط بالقرارات المصيرية بل قد تتعلق أيضاً بأمور ثانوية ولكن صاحبها يعتقد أنه لا يجيد اتخاذ القرارات بشكل سليم. ومع الأسف قد تصبح هذا الفكرة في حد ذاتها سبباً من أسباب ضعف ثقة الإنسان في نفسه وفي قدرته علي اتخاذ القرارات.
وتستطرد أنه ولحسن الحظ، وضع لنا العلم سبباً لهذه الظاهرة ووضحها لنا. حيث أكد العلماء أن هناك أجزاء من المخ لا يكتمل نموها إلا عند بلوغ سن ٢٥ علي الأقل في البنات وعند بلوغ سن ال ٢٨ عند الأولاد. وهذا الجزء المعروف بالقشرة الجبهية أو كما ذكرها لنا الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم "الناصية"، مسئولة عن الإدراك الكامل للواقع والقدرة علي تحليل الأمور وكذلك مهارة التحليل والتفكير المنطقي ومن ثم القدرة علي اتخاذ القرارات.
وتنصح الأخت السائلة بأنها إذا كانت دون السن المذكورة، فعليها ألا تتخذ أي قرار – خاصة المصيري – دون اللجوء إلي من هم أكبر منها سناً وأكثرهم علماً حتي تستشيرهم وتنصت إلي خبراتهم وتتخذها حيز الاعتبار. وبهذا تكون قد اكتسبت قدراً من الحكمة تستطيع من خلالها أن تتخذ قراراتها علي أسس واضحة وسليمة.
أما إذا كانت أكبر من السن المذكورة ولازالت تشعر بقدر من التردد بشكل يعيق حياتها، فعليها أن تتبع الخطوات التالية:
1.تحديد الأمور التي تشعر حولها بالحيرة الشديدة 2.تحديد الأمور التي اتخذت فيها قراراً وأثبتت لها التجربة أن قرارها كان سديداً. بهذه الطريقة تستطيع أن تثبت لنفسها أن لديها القدرة علي اتخاذ القرار بشكل عام فتزيد ثقتها بنفسها. 3.عند دراسة الأمور التي تشعر أمامها بالتردد، عليها أن تبحث بحثاً تحليلياً عن مزايا وعيوب كل القرارات التي أمامها. وهذا الأمر قد يؤدي بها إلي أخذ الاستشارة من متخصصين أو طلب النصيحة من أشخاص ثقة وذو خبرة وأمانة. 4.عندما تجد ميولاً في نفسها تجاه أحد القرارات، أنصحها بتأدية صلاة الاستخارة والتوكل علي الله.
وبهذا نكون قد طرقنا كافة الأبواب الدنيوية المتاحة لدينا كبشر لتسيير حياتنا وإدارة قراراتنا. كما أن علينا أن نتذكر دائماً أن الله سبحانه وتعالي هو خير مدبر وأن قدره كله خير وأن ظننا به أنه سيوفقنا إلي ما يحب ويرضي ولكن علينا نحن أيضاً أن نبذل الجهد والسعي حتي تحل علينا البركة والفتح العظيم.