كن مع الله عز وجل، وإن لم تستطع أن تكن مع الله في كل وقت فتذكر قوله تعالى: «وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ»، أي يكفيكم أنه معكم، فهو يكفيكم كل شيء سبحانه، فهو جل جلاله حي قيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، عينه لا تغفل عن عباده في الخلوات، وغير ذلك، يعلم سرهم ونجواهم، حركاتهم وسكناتهم، لا تخفى عنه خافية، فهو علام الغيوب ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وفي ذلك، يقول ابن مسعود رضي الله عنه: «وما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها علانية، إن خيراً فخير وإن شراً فشر»، فإن من يخشى الله سره، يعظمه الله عز وجل في علانيته ويرفع من قدره أمام الناس طوال الوقت.
احفظ الله
من يحفظ الله يحفظه، ومن يخشى الله في سره، لا يفضحه الله أبدًا بين خلقه في الدنيا والآخرة، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أمته بتقوى الله ومراقبته في سرهم وعلانيتهم.
عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته»، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم في حديث آخر لسيدنا معاذ ابن جبل رضي الله عنه: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله...».
فالنبي الكريم يُرغب صحابته الكرام رضوان الله عليهم، بالأجر العظيم والظل الظليل لمن راقب الله وعظمه وهابه، ففي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله... ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه».
اقرأ أيضا:
أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنةالأمر بيدك
الإنسان يريد دائمًا الخير، فكيف به يعلم أن الخير كل الخير مع الله فقط، ويبعد عنه؟!.. فمن أراد محبة الله فليلزم فرائضه، فكن عزيزي المسلم مؤمنًا بالفعل والحقيقة، لا بالقول والمظاهر، حينها فقط تكن مع الله في كل وقتك، فدائما يتحقق القرب من الله سبحانه وتعالى بثلاثة أمور، أولها الالتزام بالقرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثانيها تصديق كل ما ورد في القرآن الكريم أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنه يقين لا شك فيه، وثالثها الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى ولأوامر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، واجتناب نواهيهما.