خلال مرحلة من بين الفصول الجوية تحل علي المرء متاعب عضوية ونفسيةوفي مقدمتها الإرهاق والخمول بشكل ملحوظ لفت انتباه العديد من الدوائر الطبية التي ربطت بين الإرهاق والخمول والكآبة وما يمكن أن نطلق عليه باضطرابات النوم مما حد بالعديد من الدراسات لوضع سبل ووصفات لتجنب هذه الأوضاع المضطربة مع قدوم فصل الشتاء .
دراسات عديدة تطرقت لعدد من التساؤلات منها لماذا يؤثر فينا تغير الفصل؟ وكيف نستعيد طاقتنا ونشاطنا؟ حيث أوضحت أن لعديد من خبراء الصحة العامة حذروا من من تجاهل هذه الحالة، ذلك أنها قد تقود إلى الاصابة بالاكتئاب الشتوي.
الخبراء حددوا كذلك أسباب الإرهاق الشتوي وفي مقدمتها تغيير الفصول موضحين أنه عند الانتقال من الفصل الحار الى الفصل البارد، تقصُر الأيام، ويسوء الجو، ونعاني من قلة الضوء، لذلك يشعر البعض بالتعب بدءاً من أكتوبر، لكن آخرين يلازمهم التعب طول الشتاءحيث تتغير طبيعة المشاكل التي يواجهها الفرد حسب ساعته البيولوجية، فالبعض يكون الإرهاق لديه مؤقتاً، والبعض الآخر مزمناً
أما السبب الثاني للإصابة بالإرهاق الشتوي فيمثل في تأخر إفراز الميلاتونين مع اقتراب الشتاء وعدم التعرض بشكل كاف للشمس يتوقف إفراز الميلاتونين أو يتأخر، لذلك تصبح عملية الاستيقاظ في الصباح معقدة للغاية، ونشعر بتعب شديد في الصباح.
العديد من الدراسات التي تطرقت لقضيةالإرهاق الشتوي حددت الفئات الأكثر تأثرابالإصابة به وفي مقدمتهم الأشخاص الأكثر حساسية للجو، فكلما تقدم بنا العمر أصبحنا نتأثر بالجو، لأن هناك تباطؤاً في إنتاج هرمون السيروتونين وكذلك الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب فضلا عن الأشخاص الذين يمارسون عملاً لا يسمح لهم بالتمتع أو التألق
الدراسات أشارت كذلك لسبل التعامل مع الإرهاق الشتوي قائلة :إن كان الأمر مرتبطاً بتعب جسدي فيمكن أن يكون العلاج الراحة والاسترخاء، وإذا ما تعلق الأمر بتعب فكري فيجب البحث عن نشاط مريح لممارسته في أوقات الراحة. وفي كل الأحوال، ينصح المتخصصون بالنوم فترة كافية، شرط أن يكون النوم ذا جودة عالية.
بل أنه وصفوا علاجاً لمواجهة الإرهاق الشتوي، مشيرين لبعض النباتات التي لها فعالية كبيرة، مثل الجنسنغ والزنجبيل في حالة الإرهاق الجسدي، والميرمية في حالة الإرهاق العقلي ويمكن أيضا شرب شاي أعشاب الزعتر والفواكه الحمراء الصغيرة مثل الكشمش الأسود والتوت البري ونبق البحر، أنها غنية بالأنثوسيانين وفيتامين سي، الذي يعيد تنشيط الجسم، ويكفي تناول كوب واحد فقط من هذا العصير من دون سكر كل صباح لمدة 10 إلى 15 يوماً حتى يختفي التعب المؤقت
بل أنه أشاروا لضرورة استخدام عدد من الزيوت الأساسية ودمجها في النظام الغذائي منها الزيت الأساسي للتنوب الأسودفهذا الزيت فعال جداً لمكافحة التعب الموسمي، ويمكن أن نخلط 5 قطرات من الزيت الأساسي للتنوب الأسود مع 5 قطرات من أي زيت نباتي آخر، ونقوم بتدليك الغدد الفوق كظرية التي تقع في الظهر فوق الكلى
لا يغيب عنا في هذا السياق ايضا ضرورة استخدام الزيت الأساسي للنعناع الحار حيث يمكن أن نستخدم هذا الزيت ضد التعب طيلة أسبوع، ويكفي خلط قطرة منه مع ملعقة عسل وتناولها في الصباح وظهراً، لكن احذروا من تناول الأطفال للزيوت الأساسية
الدراسات والخبراء شددوا كذلك علي ضرورة تناول الحمضيات أو تحضير عصائر منها،لمواجهة الإرهاق الشتوي ومنها الكيوي، كما يمكن أيضاً تحضير عصائر أخرى مكونة من الشمندر والجزر والكرفص أو المشمش والموز أو التفاح والإجاص أو الطماطم مع الليمون والأجاص أو الخيار والشمندر مع الكيوي، أو تناول الفيتامينات في شكل مكملات غذائية
كما يبدو فيتامين دال مهما جداً في مكافحة الإرهاق، خاصة في الشتاء، في ظل غياب أشعة الشمس، وفيما يخص المعادن أكثروا من تناول الخضراوات والفواكه الغنية بالمغنيزيوم والسيلينيوم
من الأطعمة التي اوصي بها الخبراء والمتخصصون لمواجهة الإرهاق الشتوي غذاء ملكات النحل ويتكون غذاء ملكات النحل من كل الفيتامينات التابعة للمجموعة «ب»، كما يمدنا بالكثير من المعادن، بينها الفوسفور والزنك والكالسيوم والحديد والبوتاسيوم.
وفي حالة الشعور بالإرهاق مع اقتراب الشتاء، ينصح المتخصصون بوضع 0.5 غرام من غذاء ملكات النحل تحت اللسان وتركه يذوب، لمدة علاج تتراوح من 3 أسابيع إلى شهر
تعتمد مكافحة الإرهاق في الشتاء على ما نتناوله أيضاً، وينصح المتخصوون بعدد من الفيتامينات أ ، سي ودي والمعادن التي يمكن أن نجدها في عدد من الخضروات والفواكه، مثل الحديد والمغنسيوم وغيرها