من الأمور الجميلة التي ترى صداها في وقتها، وفي نفس اللحظة «البسمة»، وصدق النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم حينما قال «تبسمك في وجه أخيك صدقة».
إذ تروي فتاة أنها كانت في المترو ذات مرة، وكانت تمر بضائقة شديدة جدًا، إلا أنها فجأة رأت طفلة تنظر لها بابتسامة جميلة وساحرة، جذبتها إليها جدًا، لدرجة أنها نسيت ما كان يؤرقها، وكأن هذه البسمة البسيطة التي قدمتها الطفلة لها كانت (الماسح الذري) الذي رفع عنها كل غبار وأتربة الحياة من عقلها، وجعلها لا تفكر سوى في رد البسمة بأفضل منها، فذهبت إلى الطفلة وربتت على شعرها، وكأنها في هذه اللحظة ملكت الدنيا وما فيها.
معنى جميل
حينما تقرأ ذلك، ستدرك أهمية الابتسامة، وأثرها على الناس، فمهما كانت ظروفهم صعبة، ترى انعكاسًا كبيرًا، وتحول كبير في لحظات، من قمة اليأس إلى قمة السرور والفرح.
لهذا كان رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، يبتسم للناس، ويضع للابتسامة اهتمام كبير، لأنها يعرف جيدًا، أنها السحر الذي يذهب عن الناس روعهم، ويأتي إليهم بكل الطمأنينة دون أن ينبث ببنت شفة، أو حتى يتحرك من مكانه، ولمّ لاو الابتسامة تفصح عما في قلبك من السرور والبهجة، وسلامة النفس، والارتياح من دون أن يتلفظ بها لسانك فهي تحتاج إلى تدريب النفس عليها فقط، فثمة ارتباط وثيق بين الابتسامة، وراحة البال.
وفي ذلك يقول جرير بن عبدالله رضي الله عنه: «ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم».
اقرأ أيضا:
وانتهت الأيام العشر.. فهل انفض مولد (الإيمانيات)؟قوة موجزة
فالابتسامة هي القوة الموجزة، التي ما أن تظهر، يلين الحديد، وينقشع الهم والغم، ويحل السرور والمرح والفرح والألفة بين الناس، فعلى الرغم من أن الابتسامة عمل بسيط جدًا، إلا أن تأثيرها عظيم جدًا، وسريع أيضًا.
في حديث أبي جري الهجيمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنا قوم من أهل البادية فعلمنا شيئا ينفعنا الله تبارك وتعالى به، قال: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وتسبيل الإزار فإنه من الخيلاء والخيلاء لا يحبها الله عز وجل، وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم فيه فإن أجره لك ووباله على من قال».
وصاحب الابتسامة كأنه يتصيد الصدقات من الناس أينما حل أو ذهب، ولمّ لا ونبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم هو الذي علمنا أن تبسمك في وجه أخيك صدقة.. فحافظ عليها تنل الصدقة والفرحة وراحة البال.