تبين مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الأسرية والتربوية أن سن المراهقة يعتبر من أكثر المراحل العمرية صخباً واضطراباً وذلك لما يمر به المراهقون من تغيرات جسمانية ونفسية وعقلية.
وتضيف أن الخطورة تكمن في أنهم يشرعون في اختبار كل ما تعلّموه في طفولتهم من قيم ودروس ومفاهيم من خلال تجاربهم الشخصية للحياة مع العائلة والأصدقاء، وبالتالي فإنهم يحتاجون إلى كثير من التوجيه والصحبة الحسنة من الأهل والمقربين حتى يتمكنوا من فهم الحياة وإدارة مشاعرهم بشكل سليم.
وتشدد" عبد الحميد" على أهمية تربية الأطفال تربية نفسية سليمة مرتكزة على أسس الصداقة والأمان والثقة ونشر جو آمن يمكّنهم من عرض كافة أنواع الأسئلة والمواضيع الشائكة التي تجتاح عقول
المراهقين.
وتستطرد استشاري العلاقات الأسرية والتربوية أنه قد عرض السائل سؤالاً في غاية الأهمية لكل الأسر التي منّ الله عليها بالبنات والبنين. وكما تعوّدنا في ديننا الحنيف، أن الله سبحانه وتعالي ما ترك أمراً في إلا ووضع لنا فيه معايير وموازين تحكمها، فإذا اتبعناها فزنا في الدنيا والآخرة، وإذا لم نتبعها ولم نركّز عليها قولاً وفعلاً، وجد الشك لقلوبنا طريقاً يسيراً وتَعَكّر صفو حياتنا.
وتنصح السائلة وتذكرها بالحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو داود وغيره: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع". فعليك أن تتأكد أختي السائلة من أنك قد أغلقت باب الفتنة وفرقت بينهما في المضاجع والأفضل – إذا أمكن – التفريق بينهما في الغرف أيضاً.
وبخصوص الانسجام المقلق الذي لحظته، فتؤكد على أهمية التأكد من أن هناك شيئًا يدعو لقلق حقيقي، فإذا وجدت بينهما ما تخشاه من تعدٍّ على حدود الله، فعليك الذهاب بهما إلى أحد المتخصصين النفسيين لمعالجة الأمر سريعاً.
وتضيف: أما إن لم تجدي شيئاً ملموساً، فعليك أيضا أن تحتاطي وتأخذي بالأسباب وتبادري أنت بالتحدث إليهما ـ كل منهم على حده، موضحة أنه ينبغي التعامل مع الغرائز بشكل واع كما أوصانا سيد الخلق سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بالصوم، بالإضافة إلى الانشغال بالطاعات وعدم إضاعة الوقت وتمضية أوقات الفراغ فيما هو نافع كلعب الرياضة أو زيارة الأهل والأصدقاء. وبهذا تكون قد أدّيت الأمانة ورعيت حقوق الله في أبنائك وحميتهم من أنفسهم ومن وساوس الشياطين.